• ×

حتى لا يمحى الإسلام من البوسنة

أ.د. سالم بن أحمد سحاب

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 حتى لا يمحى الإسلام من البوسنة
أ.د. سالم بن أحمد سحاب

الخميس 01/08/2013

حتى لا يمحى الإسلام

من البوسنةحدثني أخي الكريم الدكتور عبدالله الحربي عضو مجلس الشورى الموقر عن زيارة قام بها مؤخرًا لإقليم البوسنة (المسلم) الذي نال استقلاله قبل سنوات قليلة إثر المجازر التي تعرّض إليها شعبه المسلم على يد القوات الصربية الحاقدة.
وسألت أبا رياض عن حال الإسلام هناك وعن مظاهره أيام رمضان المبارك، فآلمني كما آلمه غياب الالتزام بالصيام عمومًا، إذ يأكل الناس ويشربون خلال النهار دون حرج. هل تراه جهلًا مطبقًا أم تكاسلًا مرعبًا؟

هؤلاء يمثلون من الشعوب المسلمة التي لا تمارس من الإسلام سوى حدوده الدنيا، فضلا عن أخلاقه وأحكامه العليا. هذه عينة لشعوب تائهة لا تعي من إسلامها سوى الارتباط الشكلي به، ومع ذلك لم يطق الصرب المجرمون بقاءهم فأرادوا استئصالهم من الأرض بأكملها. واضح أن مجرد الإيمان بالله (ولو كان شكلًا) يغيظ الساعين إلى إطفاء نور الله مهما بدا خافتا في أي بقعة من الأرض! لا تفسير مقنع يبرر جرائم الإبادة الوحشية التي ارتكبها الصرب برعاية من الغرب الذي أغمض عينيه، بل ساهم فيها خاصة عندما جرّدت الكتيبة الهولندية سكان بلدة سريبرينيتا المسلمين من أسلحتهم مقابل ضمان أمنهم، ثم سمحوا للقوات الصربية بدخول البلدة، فقتلوا كل الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و50 سنة ودفنوهم في مقابر جماعية في حين تم اغتصاب النساء بصورة فظيعة ممنهجة.

واليوم لا يجد هؤلاء من يعيدهم إلى حظيرة الإسلام كي يمارسوه شعائر وفضائل، مما يعني في نهاية المطاف ضياع الأجيال القادمة وربما التحاقها بالنصرانية، حتى تظل أوروبا البيضاء مسيحية خالصة.
وأما السيناريو الأخطر فهو انتشار التشيُّع الذي تدعمه الصفوية المجوسية في طهران، لتصرف الناس عن الدين الحق، وليصبحوا في النهاية خناجر مسمومة جاهزة لضرب السنة في أوروبا لاحقا.
عجبي من غياب الدعاة المخلصين هناك! وعجبي أشد من غياب برامج وخطط مدروسة تعالج حاجة هؤلاء لعقود قادمة. وأخشى ما أخشاه أن يذهب صفوة أبناء البوسنة والهرسك إلى المدارس والحوزات في قم وطهران، ليعودوا وقد امتلأت قلوبهم حقدًا على السنة، فيُروِّجون لعقائد منحرفة، يصطلي بنارها الأبرياء الغافلون هناك!
يا ويلاه!


بواسطة : hashim
 0  0  1623
التعليقات ( 0 )

-->