• ×

صدَّقة أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها )

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
تصدَّقتْ أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) يوماً بصدقةٍ عظيمةٍ أي كثيرة ) فغضبَ عبدُ الله بنُ الزُّبير (رضي الله عنه ) ، ابنُ أختِها ، لأنها لم تبقي لنفسها شيئاً وكانتْ تحبُّه كثيراً ، بل كانتْ تكنى بأمِّ عبدِ الله مع أنه ما عندها عيال رضيَ الله عنها لكنْ تكنى بعبد الله بنِ الزُّبير ، يقالُ لها : أمّ عبد الله ، وكانتْ تحبُّه كثيراً .

فغضبَ عبدُ الله بنُ الزُّبير لما قيلَ له ، قالَ: أو فعلتْ ذلك ؟!
قالوا : نعم .
قالَ : لأَحْجُرَنَّ عليها .. لأحجرنَّ عليها .
فبلغَ الكلامُ عائشةَ رضيَ الله عنها .
قالوا : إنَّ عبدَ الله بنَ الزُّبير غضبَ لهذه الصَّدقةِ الكبيرةِ التي تصدَّقتِ بها وقال : لأحجرنَّ عليها .
قالتْ : أوَ قالَ ذلك ؟! أوَ قالَ ذلك ؟!
قالوا : نعم .
قالتْ : والله لا أكلِّمه أبداً حتى يفرِّق بيني وبينه الموتُ .
كيفَ يقولُ عني هذا الكلامَ ، أنا خالتُه وأمُّه
أمّ المؤمنين وخالته يقولُ عني هذا الكلام ؟! والله لا كلَّمته أبداً حتى يفرِّق الموتُ بيني وبينه .
فلمَّا بلغَ هذا الشَّيء عبدَ الله بنَ الزُّبير حزنَ كثيراً .. يروحُ لها ما تكلِّمه .. يحاولُ ما تكلِّمه .. يدز واسطات ما فيه فائدة .. أبداً ما تردّ عليه .
حتى جاءَ يومٌ عملَ معها حيلةً وهو أنه استأذنَ المِسْوَر بن مَخْرَمَة وعبد الرحمن بن يزيد بن الأسود فقالَ لهما : استئذنا على عائشةَ وأدخلاني معكما .
قالوا : كيف ، هي لا تأذنُ لك ؟!!
فاتَّفقَ معهما على حيلةٍ ، فجاءَ عبدُ الرحمن بن يزيد والمِسْوَر بنُ مَخْرَمَة فاستأذنا على عائشةَ ، يريدان أنْ يدخلا يسألانها في مسألةٍ ، ودخلَ عبدُ الله بنُ الزُّبير تحت عباءةِ أحدِهما ، يعني تحت البشت... يعني يلبس عباءة (بشت) ودخلَ تحت البشت ، فاستأذنا
قالوا : ندخل ؟
قالتْ : نعم ادخلا .
قال : ندخلُ كلُّنا ؟
لأنَّ معهما آخر .
قال : أندخلُ كلُّنا ؟
قالتْ : نعم كلُّكم .
هي تظنُّ هذان .. يعني هذين اثنين سيدخلان
فقالتْ : نعم كلُّكم .
فدخلوا عليها وهي منْ وراء حجابٍ ساترٍ بينها وبينهما أو بينهم لأنَّ معهم ثالث عبد الله بن الزبير ، فاخترقَ الحجابَ ودخلَ عليها واحتضنَها وبكى رضيَ الله عنه وعنها ، فبكتْ ولم تملكْ نفسَها لأنها كانتْ تحبُّه كثيراً ، فبكى وبكتْ وطلبَ منها أنْ تغفرَ له وأنْ تسامحَه وكذا .. ثم تكلَّم المِسْوَر وعبد الرحمن بن يزيد يعني يطلبان منها أنْ تسامحَ ، وذكرا لها حديثَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم : " لا يحلُّ لمسلمٍ أنْ يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ " ، المهم ما زالا معها ما زالا معها حتى رضيتْ عنه رضيَ الله عنها ، ثم بعد ذلك - لأنها حلفتْ ألا تكلِّمه - بعد ذلك أعتقتْ أربعين نفساً .. اشترتْ أربعين عبداً وأعتقتهم لتكفِّر عن يمينها رضيَ الله عنها وأرضاها .

بواسطة : hashim
 0  0  2813
التعليقات ( 0 )

-->