• ×

شواهد مضيئة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
شواهد مضيئة

عبدالمحسن هلال

كريستيانا باولوس المفكرة الألمانية وأستاذة علم الأديان بجامعة فرانكفورت سابقا، ولدت لأسرة بروتستانتية، وعندما كبرت وتلبية لرغبة والديها ذهبت للجامعة لتدرس اللاهوت لتكون قسيسة، شاء المولى ــ سبحانه ــ أن تلتقي مسلما وتتزوجه وتسلم معه، غير أنها أبقت ذلك سرا لحوالي ربع قرن رحمة بوالديها الكبيرين في السن، لكنها بادرت بإعلانه رمضان العام الماضي في جامعة الأزهر التي عينتها لتدريس مادة الدراسات الإسلامية باللغة الألمانية (المدينة 12 رمضان الحالي).

في الجامعة، وفي قسم الأديان المقارنة تحديدا، وهذا رد على كل مشكك في جدوى هذه الدراسات، قرأت باولوس عن الإسلام، وفي ظرف سنين قلائل تحولت الطالبة المجتهدة من مشروع قسيسة إلى مشروع داعية إسلامية. بداية وكطالبة علم كانت كلما تعمقت في القراءة أكثر تبدى لها زيف ما يقال عن الإسلام كدين إرهاب وعنف وتخلف، ثم أصبحت وكمفكرة تقول إن على الغرب إذا أراد أن يخلد حضارته، فعليه أن يدرس الحضارة الإسلامية بعيدا عن التأثر برؤى التطرف.
كيف تم هذا التحول في حياتها، بكل بساطة شرح الله ــ سبحانه ــ قلبها للإسلام، فأقبلت تقرأ عنه في مظانه الصحيحة والمحايدة وبعيدا عن آراء بعض المستشرقين الداسين للسم في العسل، بالطبع فإن هذا كان يتطلب منها عقلا جبارا يعيدها إلى دين الفطرة بعد التمرغ طويلا بالأفكار المادية المجتمعية حولها، وبعد التعمق كثيرا في دراسة الأفكار اللاهوتية، نفرت من النظرة السطحية للحياة في المسيحية ومدى مثاليتها وأجوبتها الساذجة عن التثليث وروح القدس، فكان أول ما لفت نظرها في الإسلام شموليته وربطه للدين بالدنيا.

في قراءة الدكتورة باولوس عن تاريخ الإسلام ركزت على فترات صراعه الكبرى مع الغرب المسيحي أثناء الحروب الصليبية وفترة التوسع الأندلسي تجاه أوربا من جهة الغرب والفتوحات العثمانية من جهة الشرق، فوجدت أن الغرب استفاد من الإسلام، وأن المسلمين فشلوا في ذلك، واكتشفت أن في الإسلام قيما ومبادئ لو تم تطبيقها لتغيرت أمور كثيرة في العالم أجمع. خذوا ــ مثلا ــ رأيها في الرسوم والأفلام المسيئة، ترى أنه كان أجدى للمسلمين صرف جهدهم للتعريف بشخصية النبي الكريم ــ عليه الصلاة والسلام ــ من مطاردة المسيئين،
أليس هذا هو الإسلام العملي الذي نعرف،
أليس هو الإسلام السمح الذي نريد
.

بواسطة : hashim
 0  0  1387
التعليقات ( 0 )

-->