• ×

مسجد الخيف

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
مسجد الخيف
د/عدنان عبدالبديع اليافي

يقع مسجد الخيف في منى وأجريت له ترميمات عديدة على مر العصور وردت عنها أخبار في المصادر التاريخية المختلفة كما قام عدد من الباحثين المعاصرين بدراسة بعضها.
مسجد الخيف في المصادر:
يقول مؤرخ مكة الشهير أبو الوليد الازرقي من علماء القرن الثالث الهجري في كتابه المعروف ( أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار) الذي حققه رشدي الصالح ملحس: حدثني جدي قال: حدثنا مروان بن معاوية عن الأشعث ابن سوار عن عكرمة عن ابن عباس قال: صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا كلهم مخطمون بالليف قال مروان بن معاوية : يعني رواحلهم.
اما الفاكهي وهو أيضا من علماء القرن الثالث الهجري فقد أورد في (أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه) والذي حققه الشيخ عبدالملك بن عبدالله بن دهيش , فقد أورد أن مسجد الخيف \" قد صلى فيه سبعون نبياً كلهم يؤم الخيف\".
كما أورد الفاكهي ايضا أن الزهري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل : موعدك خيف بني كنانة \" .
وجاء في كتاب ( معجم ما استعجم ) لصاحبه أبي عبيد , عبدالله بن عبدالعزيز البكري الأندلسي المتوفي سنة 487هـ والذي حققه مصطفى السقا , أن الخيف بفتح أوله , وإسكان ثانيه , على وزن فعل : أسم يقع مضافاً إلى مواضع كثيرة , ولا يكون خيفاً إلا بين جبلين .
وقيل: الخيف : ارتفاع وهبوط في سفح جبل أوغلظ . وأشهرها خيف منى , ومسجد الخيف قال الاحوص فيه :

وقد وعدتك الخيف ذا الشرى من منى =وتلك المنى لو أننا نستطيعها
وهو خيف بني كنانة , الذي ورد في الحديث , رواه الزهري , عن علي بن حسين , عن عمرو بن عثمان , عن اسامة بن زبير . قال قلت : يارسول الله , أين تنزل غدا في حجتك ؟ قال: هل ترك لنا عقيل منزلا ؟ نحن نازلون بخيف بنى كنانة .
أما الإمام الحافظ محمد بن موسى الحازمي المتوفي سنة 584هـ فقد أورد في كتابه \" الأماكن \" والذي أعده للنشر الشيخ حمد الجاسر رحمه الله أن : الخيف بفتح الخاء وسكون الياء -: خيف بن كنانة بمنى , حيث نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال : أن الخيف \" ما كان مجنبا عن طريق الماء يميناً وشمالاً متسعاً \" .
أما المؤرخ المعاصر العلامة عاتق بن غيث البلادي فيقول في معجمه الشهير خيف : بفتح أوله , سكون ثانيه , وآخره فاء , قال ياقوت: والخيف : ما أنحدر من غلظ الجبل وأرتفع عن مسيل الماء , ومنه سمي مسجد الخيف من منى , وقال ابن جنى : أصل الخيف الأختلاف , وذلك أنه ما انحدر من الجبل فليس شرفا ولا حضيضاً فهو مخالف لهما, ومنه : الناس اخياف أي مختلفون . ويقول البلادي : قال القاضي عياض : خيف بني كنانة هو المحصب , كذا فسر في حديث عبدالرزاق , وهو بطحاء مكة وقيل: مبتدأ الابطح وهو الحقيقة لأن أصله ما أنحدر من الجبل وأرتفع عن المسيل , وقال الزهري : الخيف الوادي , وقال الحازمي : خيف بني كنانة بمنى نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم , والخيف : ما كان مجنباً عن طريق الماء يميناً وشمالاً متسعاً . ويحدد البلادي موقع مسجد الخيف اليوم , في قوله : خيف منى : معروف اليوم بمسجد الخيف في سفح جبل منى الجنوبي من الشمال .
الخيف في اللغة:الخيف (بفتح الخاء وتسكين الياء) وجمعها على أخياف وتحمل في اللغة معاني عدة. كما جاء في (لسان العرب) لابن منظور من مواليد سنة 630هـ توفى عام 711هـ أن الخيف :\" ما ارتفع من موضع مجرى السيل ومسيل الماء وانحدر عن غلظ الجبل ، والجمع أخياف قال قيس بن ذريح :

فغيقة فالاخياف ، أخياف ظبيه=بها من لبينى مخرف ومرابع
ومنه قيل مسجد الخيف بمنى لأنه في خيف الجبل\".
كما قال ابن منظور في نفس المصدر : وخيف مكة موضع فيها عند منى ، سمى بذلك لانحداره عن الغلظ وارتفاعه عن السيل\".
يقول ابن منظور أنه في الحديث : \" نحن نازلون غداً بخيف بنى كنانه يعني المحصب\". \" ومسجد منى يسمى مسجد الخيف لأنه في سفح جبلها\".
يقول ابن منظور : \" أخيف القوم وأخافوا ، إذا نزلوا الخيف خيف منى أو أتوه\".
وواضح أن منها اشتق اسم مسجد الخيف لأنه يقع على خيف الجبل في منى على يسار المتجه إلى مكة المكرمة.
مسجد الخيف في دراسة تاريخية حديثة:
وفي دراسة جادة قام بها المؤرخ السعودي المعروف الدكتور عدنان بن محمد فايز الحارثي الأستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة وعميد شؤون المكتبات بها حالياً ونشرت في مجلة \" العصور\" وهي مجلة علمية محكمة نصف سنوية تعنى بنشر البحوث التاريخية والآثارية والحضارية ، تحدث الدكتور الحارثي عن عمارة مسجد الخيف ننقل شيئا منها هنا بتصرف:
يقول الحارثي أن المصادر التاريخية لا تتضمن أي نصوص تقدم تاريخاً دقيقاً لإنشاء مسجد الخيف ، فأضحى من كتب عن تاريخه غير قادر على تحديد سنة بنائه. إلا أن الحارثي يبين أن في بعض هذه النصوص إشارات إلى وجود هذا المسجد منذ فترة مبكرة من صدر الإسلام قد تصل إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ أن هناك أحاديث نبوية صحيحة وأحداث تعود لتلك الفترة ورد فيها ذكر لـ \" مسجد الخيف\".
كما نقل الدكتور الحارثي عن الازرقي في ( أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار) وعن الفاكهي في (أخبار مكة) إذ يقول : \" ومعروف أن هذا المسجد ذُكر في أخبار وردت بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم وتعود لعصري الخلفاء الراشدين وبني أمية\". يقول د. الحارثي : \" ومن ذلك ما ذكره عمر بن دينار أنه شاهد محمد بن الحنفية رضي الله عنه يصلي في مسجد الخيف بمنى ، ويستطرد قائلاً: \" وعندما حاصر الحجاج بن يوسف الثقفي عبدالله بن الزبير وأنصاره في مكة المكرمة ، جعل منى ملاذاً لمن أراد من أهل مكة المكرمة ، وجعل ولايتها منى للحارث بن خالد بن العاص المخزومي فكان يصلي بالناس في مسجد الخيف.
أما بالنسبة للعصر العباسي فإن الحارثي يقول أن أقدم خبر يرد عن هذا المسجد يعود إلى سنة 227هـ/841م حيث أمر في تلك السنة الخليفة العباسي هارون الواثق بالله بترميم عدد من المنشآت بمكة ومنها مسجد الخيف. وذكرت الدراسة أنه من أبرز الأعمال التي مرت على المسجد في تلك الفترة أيضاً ما أمر به الخليفة المتوكل على الله العباسي سنة 240هـ/854م ، من هدم المسجد وإعادة بنائه من جديد علاوةً على بناء ضفيرة سميكة خلفه لرد سيل الجبل ( فصار ما ينحدر من السيل يتسرب في أصل الضفيرة من خارجها ويخرج إلى الشارع الأعظم بمنى ولا يدخل المسجد). والضفيرة ، لفظ معماري يطلق على البناء بحجارة بدون كلس ولا طين. ثم يذكر الدكتور الحارثي بعض التعميرات والتجديدات التي شهدها مسجد الخيف بعد ذلك في فترات تاريخية مختلفة ذكرتها المصادر والمراجع التاريخية المختلفة من هذه المصادر كتاب \" إبراهيم رفعت باشا الموسوم ( مرآة الحرمين). وكتاب محمد طاهر الكردي ، ( التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم)
ثم يتحدث الدكتور الحارثي بإسهاب عن عمارة السلطان قايتباي لمسجد الخيف عام 874هـ/1469م فقال عن هذا السلطان أنه \" عرف بحبه للعمارة وعنايته الزائدة بها وأن عصره قد شهد الكثير من العمائر\" وقال أن عمارة السلطان قايتباي لمسجد الخيف تعد من أبرز أعماله في مكة المكرمة \" إذ قدر لها أن تبقى حتى العصر الحديث ولا تعدو التجديدات التي شهدها المبنى في العصر العثماني من كونها من الترميمات التي تهدف إلى المحافظة على المبنى ، ولم تغير الكثير من مكوناته ومعالمه المعمارية والزخرفيه \".
وتذكر هذه الدراسة القيمة إشارة السنجاري للأعمال التي تمت في هذا المسجد عامي 1072هـ/1661م و 1092هـ/1681م ضمن أعمال الترميم الدورية التي تتم عادة للمنشآت في مكة المكرمة في ذلك العصر ، وأن ذلك ما نبه إليه النابلسي أثناء زيارته للمسجد بعد ذلك سنة 1105هـ/1694م حيث ذكر أنه من عماره السلطان قايتباي.
كما تذكر الدراسة أن ترميمات أخرى جرت للمسجد في سنتي 1232هـ/1816م و 1235هـ/1819م كانت ترميمات بسيطة شملت بالاضافة للمسجد منشآت أخرى في مكة المكرمة كما تشير إلى ذلك وثيقتان عثمانيتان.
وتقدم الدراسة وصفاً معمارياً لبناء قايتباي للمسجد فتذكر تخطيطه وتصف واجهاته وجدرانه وأطواله وتذكر مدخله الرئيس وما قال عنه مؤرخ مكة ابن فهد : من أنه \" بوابة عظيمة مرتفعة معقود بالرخام الأصفر المشهر بالرخام الأبيض\". وتذكر الدراسة أنه للمسجد رواق واحد يشغل القسم الغربي من المسجد وهذا الرواق يتكون من أربعة بوائك ، والبائكة مجموعة من الأعمدة تسير على خط مستقيم.
أما عن صحن المسجد فقد حددت الدراسة مساحته وأبعاده على النحو التالي :
الضلع الشرقي 105 أمتار
الضلع الشمالي 127.5 متر
الضلع الغربي 105 أمتار
الضلع الجنوبي 112.5 متر
وكان للمسجد مئذنتان ، أولهما تعلو كتلة المدخل الرئيس , وتصف الدراسة هذه المآذن وصفاً دقيقاً مفصلاً.
كما تبين الدراسة أن قايتباي زود المسجد بسبيل كبير أسهب ابن فهد في وصفه قائلاً: أنه بني ملاصقاً للمسجد على يمين الداخل من بوابته الرئيسة ، وأن له أربع شبابيك موزع كل منها على واجهة. أما عن خامات البناء ، فإن ابن فهد يذكر استخدام الحجارة في بناء المسجد.
مسجد الخيف في العهد العباسي:
يقول الباحث سيد عبدالمجيد بكر في كتابه الموسوم (أشهر المساجد في الإسلام) ما كتبه الأزرقي رحمه الله أنه بعد أن صدعت السيول المسجد ، دهم السيل المسجد في سنة مائتين وأربعين هجرية ، فهدم سقفه ، وعامة جدرانه ، وكان هذا في خلافة المتوكل العباسي الذي أمر بإعادة بناء المسجد وبنا له سداً عبارة عن ضفيرة لحجز السيول عنه وهدم ما تبقى من مسجد الخيف بعد السيل. ونقل بكر أيضاً وصف الأزرقي لبناء المسجد وذكره أطوال جدرانه فحدد طول جداره الشمالي بمائتين وثلاثة وأربعين ذراعاً بذراع اليد ، أي حوالي مائة وعشرين متراً ، وطول الجدار المقابل له مائتان وأربعة وستون ذراعاً ، أي ما يزيد قليلاً على مائة وثلاثين متراً , أما عرضه في الجهة القبلية في غرب المسجد فقدره بجوالي مائتي ذراع , أي ينقص قليلا عن مائة متر , وطول الجدار المقابل له قدره بمائتين وأربعه أذرع . يقول سيد بكر , \" وهكذا قدرت مساحة مسجد الخيف في بداية القرن الثالث الهجري , بحوالي ثلاثة عشر ألفا وخمسمائة متر , وهكذا كان مسجد الخيف من أكبر المساجد آنذاك \" .
مسجد الخيف في العهد المملوكي :
في أوائل القرن التاسع الهجري , وصف مؤرخ مكة المكرمة الفاسي صاحب ( شفاء الغرام ) مسجد الخيف فقال: هو مسجد كبير في قبلته أربع محاريب غير محرابه الرئيس , ثلاثة عن يسار المحراب الكبير وواحد عن يمينه ومنبره درج عالية , وفي مقدمته أربع أروقه بنيت من الأجر معقودة بالنوره , وله رواق في الشمال غير مسقوف , وبابه الأكبر في جداره الشمالي , وباب آخر كبير في الجدار الشرقي , وفي وسطه منارة مربعة طول ضلعها ستة أذرع , وارتفاعها واحد وعشرون ذراعاً , وبالمسجد سقاية بين الجدار الشمالي والمنارة وهي كبيرة , عقد سقفها على أعمدة ولها خمسة أبواب , وطولها تسعة وثلاثون ذراعاً , وذكر الفاسي ارتفاع جدران مسجد الخيف فقال أن ارتفاع الجدار القبلي أحد عشر ذراعاً , والجنوبي ثمانية أذرع , وقال أن ارتفاع باب المسجد الرئيس , سبعة أذرع وعرضه أربعة أذرع , كما بين أنه كان بالمسجد أربع وثمانون أسطوانة تحمل عقوده وبنت من الحجارة المجصصة .
أما عن أطوال مسجد الخيف عندئذ فإن الفاسي يقول : طول المسجد مائتان وعشرة أذرع , وعرضه مائة وتسعة وتسعون ذراعاً .
يقول سيد عبدالمجيد بكر أن مساحة المسجد , \" قدرت بخمسة عشر ألف متر مربع \" .
ويرى بكر أن سبب الاختلاف بين تقدير الأزرقي والفاسي فيما يخص مساحة وأطوال المسجد سببه اختلاف المقاييس واختلاف العصور , ففي زمن الأزرقي كان الناس يستخدمون ذراع اليد , بينما أستخدم أهل عصر الفاسي ذراع الحديد علما بأن الفارق الزمني بين العصريين حوالي ستة قرون .
العمارة السعودية لمسجد الخيف:
من منطلق اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله وعنايتهما ببيوت الله فإن أعمال التعمير والتحسين تجري دائماً على مسجد الخيف كغيره من المساجد حتى يستوعب الأعداد الكبيرة من ضيوف بيت الله الحرام ولقد قامت الجهة المختصة في حكومة المملكة العربية السعودية باعادة اعمار مسجد الخيف وتوسعته حتى أصبح أضعاف مساحته السابقة. وكان ذلك على مرحلتين.
وكانت المرحلة الاولى قد أجريت عام 1393هـ وكانت عمارة كبيرة يتحدث عنها سيد عبدالمجيد بكر في كتابه المذكور أعلاه قائلاً: تحتفظ هذه العمارة بملامح مسجد الخيف التاريخية وأبرزها الفضاء الواسع المتمثل في صحونه حتى يضم أكبر عدد من المصلين وفي هذه العمارة بنيت أروقة ناحية جداره القبلي وأخرى في وسطه ، ويحيط بجدرانه من الداخل عدد من الأروقة تنتشر على مساحة مختلفة.
ويستطرد بكر قائلاً: \" والعمارة الحالية تشغل مساحة كبيرة ، تبلغ حوالي 23660 متر ، فطوله من الشرق إلى الغرب من الوسط حوالي 182 متراً وعرضه من الشمال إلى الجنوب حوالي 130 متراً وبه عدد من الأروقة منها رواق القبلة والرواق الشمالي والرواق الجنوبي ورواقان في وسط المسجد . كما أن لمسجد الخيف عدد من الصحون روعي في توزيعها العمل على استيعاب أكبر عدد من ضيوف الرحمن . هناك صحن يلي الرواق الشمالي , ويفصله عن الرواقين الأوسطين , كما يوجد صحن بين الرواق الجنوبي والرواقين الأوسطين , وصحن آخر بين الرواق الشرقي والرواق الأوسط , وصحن آخر يلي رواق القبلة . وللمسجد عدد من المنائر.
أما المرحلة الثانية للعمارة السعودية لمسجد الخيف فقد ورد وصفها في أحد اصدارات وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية بعنوان ( نماذج من جهود حكومة المملكة العربية السعودية في بناء المساجد داخل المملكة) التي جاء فيها: أن مساحة مسجد الخيف بعد التوسعة السعودية الثانية عام 1402هـ بلغت حوالي خمسة وعشرين ألف متر مربع ويستوعب خمسة واربعين ألف مصلٍ تقريباً وقد تمت توسعته بتكلفة إجمالية بلغت خمسة وثلاثين مليون ريال. كما تم إنشاء مجمع لدورات المياه للمسجد للرجال والنساء غير ملاصقة للمسجد حيث تقع في الجهة الجنوبية منه بلغت تكاليف انشاؤها ثلاثة وخمسون مليون ريال ، وبذلك تصبح التكلفة الاجمالية لتوسعة المسجد ودورات المياه ثمانية وثمانين مليون ريال. أما عن شكل المسجد العام فإن تقرير وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والدعوة والارشاد السابق يعطي فكرة عامة عنه حيث ورد أنه: \" تم إضاءة المسجد بواسطة كشافات إضاءة تبلغ ستمائة كشاف وتم تكييف المسجد بواسطة أربعمائة وعشرة مكيفات قدرتها الاجمالية ألفان وخمسون طن تبريد ، كما يساعد على تلطيف الهواء بالمسجد ألف ومائة مروحة ، ويوجد في المسجد شبكة صوتية من أحدث الأجهزة ، أما عدد دورات المياه الملحقة بالمسجد فتبلغ ألفين وسبعمائة واربعين وحدة ويبلغ عدد الصنابير للوضوء ثلاثة ألاف وثمانية صنابير ، ويتم تغذية مجمع الدورات بالمياه اللازمة بواسطة خزانات المياه الأرضية وسعتها الاجمالية عشرة ألاف ومائة متر مكعب ، وخزانات علوية سعتها الاجمالية ثلاثة الاف وخمسمائة متر مكعب\".ولقد ساعدت توسعة المسجد على زيادة السعة الاستيعابية للمصلين.
ويوضح تقرير وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية أن \" تكاليف توسعة مسجد الخيف ومرافقه قد بلغت تسعين مليون ريال تقريباً\". ويذكر التقرير أن للمسجد إمام ومؤذن وأن صيانة المسجد ونظافته مسندتان لشركة لصيانته ونظافته والعناية به مستمرة طوال العام\"
كما يذكر تقرير الوزارة أنه قد ألحق بالمسجد مبنى لمبرة الملك عبدالعزيز - رحمه الله لتوزيع الطعام والشراب على فقراء الحجاج طيلة أيام مكوث الحجاج بمنى.
هذه لمحة سريعة لتاريخ أحد أهم وأقدم المساجد في العالم ، مسجد الخيف الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ويصلي فيه سنوياً عدد كبير من حجاج بيت الله الحرام أثناء أدائهم مناسك الحج تبين مراحل تطور عمارته منذ صدر الإسلام وحتى يومنا هذا.



كتبه
د/عدنان عبد البديع اليافي
6/5/2009م




بواسطة : hashim
 0  0  13780
التعليقات ( 0 )

-->