• ×

دارة الملك عبدالعزيز العامة تصدر دليل “المؤرخون النجديون وآثارهم”

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

دارة الملك عبدالعزيز العامة تصدر دليل “المؤرخون النجديون وآثارهم”


(مكة) – الرياض

أصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ضمن سلسلة الأعمال المحكمة ، كتابا جديدا بعنوان ” المؤرخون النجديون وآثارهم ” من تأليف الدكتور عبد العزيز بن عبد الله بن لعبون .

ويمثل الكتاب دليلاً تاريخياً غير مسبوق يجمع شتات أسماء المؤرخين النجديين ومؤلفاتهم ، وفقاً للفترة الزمنية التي عاشوا فيها ، مع عرض مختصر عن كل مؤرخ وبيان موقعه في سلسلة المؤرخين النجديين ، وسيرة ذاتية تشمل مؤلفاته التاريخية وشيوخه وتلاميذه والأعمال التي قام بها .

ويعرض الكتاب في الفصل الأول منه معلومات تفصيلية عن تاريخ نجد وطبيعة مناخها وتركيبتها السكانية ، وما شهدته من أحداث خلال القرون القليلة الماضية ، كما يتطرق مؤلفه إلى أسباب إهمال كتابة التاريخ النجدي ، ومنها غياب الدور السياسي والاقتصادي المؤثر لنجد وإهمال دولة الخلافة منذ انتقال عاصمتها خارج جزيرة العرب في منتصف العقد الرابع من القرن الأول الهجري ، بالإضافة إلى عدم وجود سلطة مركزية في نجد وقتها وتشرذم أنحائها في كيانات صغيرة متناحرة ليس لها أي تأثير خارجي ، فضلاً عن انتشار الأمية والفقر والجهل والجدب مما أدى إلى عدم قيام أي نشاط تجاري أو زراعي أو علمي ذي شأن على مستوى منطقة نجد ، إلى جانب اقتصار جهود علماء وقتها في مجال العلوم الشرعية وعدم اهتمامهم بتدوين التاريخ .

ويخلص مؤلف الكتاب إلى أن كتابة التاريخ النجدي لم تبدأ بشكل واضح خلال القرن الحادي عشر الهجري ، وإن كانت قد بدأت قبل ذلك فإنها لم تصلنا ، مشيراً إلى أن مؤرخي نجد لم يعتمدوا حدثاً محدوداً أو سنة محددة لبداية كتابة تواريخهم ولم يجمعوا على حدث أو مناسبة بعينها لذا بدأ كل منهم تأريخه بسنة مختلفة .

ويعرض الكتاب مصادر التاريخ النجدي ، ومنها ما خلفه عدد من المؤرخين النجديين من كتابات ، أطلق عليها مسمى ” ترسيمات ” أو حوليات لأحداث جرت في نجد ، وكذلك مصادر أخرى مهمة لتوثيق الأحداث التاريخية والتعريف بتراجم الرجال وأحوال البلدان مثل شجرات الأنساب والتراجم والمذكرات الشخصية وصكوك الأوقاف والتملك والمواريث والشهادات والوصايا ، وكذلك الشعر العربي بنوعيه الفصيح والنبطي ، وكذلك التاريخ الشفوي المتمثل في الروايات والقصص والأمثال التي تتوارثها الأجيال .

ويبحر الكتاب في سمات كتابات المؤرخين النجديين ، وأبرزها الإيجاز الشديد الذي غالباً ما يؤدي إلى بتر كثير من المعلومات أو غموضها ، وكذلك عدم الإشارة إلى مصادر المعلومات أو تفسيرها ، وضعف التوثيق واستخدام اللهجة العامية والمسميات المحلية في الكتابة ، ومحدودية التغطية الجغرافية ، حيث تركزت اهتمامات المؤرخين في مرحلة بداية التاريخ النجدي في محيط بلدانهم وأحياناً فيما جاورها من بلدان ، وذلك بسبب ضعف وسائل الاتصال وصعوبة الانتقال بين البلدان ، وتعذر معرفة الأخبار إلا بعد وقت من حدوثها ، كما تركزت اهتمامات المؤرخين النجديين من حيث الموضوعات التي قاموا بتوثيقها في هذه المرحلة على الحروب والمعارك والوقائع الحربية بين القرى المتجاورة أو قبائل البادية ، وحتى داخل نطاق الأسرة الواحدة ، وكذلك ذكر وفيات الأعيان من الحكام ورؤساء القرى والعلماء وشيوخ القبائل وتوثيق سنوات الخير والخصب ، وسنوات القحط والشدة والأوبئة .

ويتناول الكتاب نماذج من جهود النساخ والمحققين في خدمة التاريخ النجدي ، حتى إن مخطوطاتهم التي قاموا بنسخها وتحقيقها أصبحت من أهم مصادر تاريخ نجد .

ويدون الكتاب بيلوجرافيا دقيقة للمؤرخين النجديين من خلال قراءة التواريخ النجدية حتى أواخر القرن الرابع عشر الهجري ، من خلال تقسيم كتاب التاريخ النجدي ، إلى مرحلتين رئيسيتين هما مرحلة الكتابة التقليدية ومرحلة المدرسة الحديثة .

وتنقسم مرحلة كتابة التاريخ التقليدية إلى مرحلة ريادة كتابة التاريخ ، وتشمل كتابات علماء ومؤرخين لم يصل شيئ منها وتواريخ وصلت من خلال المخطوطات ، وكانت الريادة في كتابة التاريخ النجدي ، ممثلة في تاريخ أحمد بن محمد البسام ، المتوفى عام 1040هـ ، أما مرحلة كتابة التاريخ التقليدية ، فتتمثل في تواريخ علماء تناولت فترات زمنية قصيرة ومناطق جغرافية محدودة مثل تاريخ أحمد بن محمد المنقور، ومحمد بن ربيعة ، وتاريخ بن يوسف وتاريخ بن عضيب .

ويصل الكتاب إلى مؤرخي حقبة الدعوة والدولة السعودية التي شهدت تغييرا نوعيا في كتابة التاريخ النجدي خلال النصف الثاني من القرن الثاني عشر للهجرة ، ومن أبرز مؤرخي هذه المرحلة حسين إبن أبي بكر بن غنام ، وعثمان بن محمد بن سند ، وحمد بن محمد بن لعبون ، ومحمد بن عمر الفاخري ، وتميزت كتاباتهم جميعاً بالوضوح والشمولية الموضوعية والاتساع الجغرافي .

ويسرد الكتاب مؤرخي حقبة الدولة السعودية الثالثة ومنهم إبراهيم بن صالح بن عيسى ، الذي نسخ كثيراً من التواريخ النجدية ، وصنف عددا من المصنفات منها لتاريخ نجد بعنوان ” عقد الدرر فيما وقع في نجد من الحوادث في أواخر القرن الثالث عشر وأول الرابع عشر ” وقد صنفه بطلب من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله -.

ويتناول الكتاب في فصوله منهجية عدد من أبرز مؤرخي نجد مثل بن لعبون ، ودعم الدولة السعودية للمؤرخين ونشر وطباعة أبرز ما كتبه المؤرخون ، مثل إبن غنام وإبن بشر وبن لعبون ، كما يعرض للسيرة الذاتية لكل مؤرخي نجد ، الذين وصلت مخطوطاتهم وتواريخهم إلينا وذكر مصنفاتهم بدءا من أحمد بن محمد البسام ، وأحمد بن محمد المنقور ومحمد بن ربيعة العوسجي وحتى المؤرخ عبدالعزيز بن عمر العلي الدهيش ، والمؤرخ الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم الناصر .

image


.

بواسطة : المشرف
 0  0  883
التعليقات ( 0 )

-->