• ×

المواطن شكسبير أبو الخربطيشن!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

المواطن شكسبير أبو الخربطيشن!


2016/05/14

بقلم | أحمد سعيد مصلح

ترى ماذا سيكون عليه الحال بعد عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن بالنسبة لبعض الأمور، ومن أبرزها غموض مصير لغتنا العربية الجميلة وأسماء بعض المواطنين . كل المؤشرات والدلائل تؤكد على قرب زوال أو تقلص لغتنا العربية الجميلة واختلاطها ببعض اللغات الأجنبية لتصبح العملية عبارة عن (هيصة لغوية) ثلاثة أرباعها (أفرنجي ) وما تبقى من الربع الأخير هو (شوية عربي) فقط ..حيث نلاحظ إن الجيل الجديد بما في ذلك الأطفال قد بدأوا يتحدثون بخليط من اللغات الأجنبية الممزوجة (ببعض العربي) هذا بالنسبة لمصير اللغة العربية ومستقبلها الغامض إن لم يسارع أهل الاختصاص لوضع حل لهذه المشكلة (ياتلحقوا أو ما تلحقوا ) فوضع اللغة العربية بات في خطر يتطلب إنقاذها من الغرق في بحر اللغات الأجنبية. أما بالنسبة لأسماء الأشخاص فقد طغت على أسماء بعضنا وبخاصة الجيل الجديد مسميات غريبة لم نألفها من قبل ..وعليه فقد تختفي أسماء عربية أصيلة مثل أحمد وصالح وعيسى وموسى وغيرها وبالنسبة للفتيات فسوف تختفي أسماء إسلامية عربية مثل حليمة وعائشة وخديجة وغيرها لتحل مكانها بالنسبة للرجال (جوني وطوني وأنطوني وبوني وسوني) – وفيما يتعلق بالفتيات سوف تنتشر أسماء غريبة عنا مثل (كاميليا وإنجيلا وجولييت وفورقيت وديانا) إلخ هذه الأسماء الأجنبية!! وبناءً عليه وعليه (البناء والهدم) فستصبح أسماء شبابنا (نكرة في نكرة ) بحيث نجد هناك من يحمل اسم الأستاذ شكسبير بن فولتير السعيدان ومواطن آخر اسمه أنطوان بن جون بن عبيدان البطيخي ! وستتحول لغتنا العربية الجميلة إلى (خربطيشن أو فرانكو عرب) أما إذا اقتضى الأمر مراجعة إحدى قطاعاتنا الحكومية فسيقال لك هناك أن المعاملة قد أحالها الشيخ طوني بن فرانكلين الحمداني إلى مكتب الشيخ دونالد بن روجيه العبيلاني المرجاني وعليه فسيتم مراجعة مدير مكتبه وهو مواطن أصلًا وفصلًا ومنشأ وولادة ويدعي (دونكي بن مونكي أبو العصا الطقاقي). وهناك ستضطر للانتظار ريثما ينهي مكالمته الهاتفية مع زوجته (مارجريت) ليسألها: هل عادت ابنتهما (كوندليزا) من المدرسة ثم يطلب إليها بلغة هي خليط بين العربي والإنجليزي بأن يكون طعام (اللنش) يقصد (الغداء) عبارة عن (فش بالرايس)، ويقصد أن طعام الغداء عبارة عن (سمك بالأرز) – بعد ذلك يلتفت إليكم سعادة مدير المكتب السيد دونكي ليخبركم بأن الشيخ دونالد لديه (ميتنق وهو فيري فيري بيزي ناو ) ويطلب منكم المراجعة أفتر (تو ويكس مورننق) يعني بعد أسبوعين في الفترة الصباحية وحينما يحتج المراجع على سوء المعاملة يصرخ مدير المكتب قائلًا (قو آوت) !

همسة: حينما ندخل بعض أسواقنا يخيل إلينا أننا غرباء في ذلك السوق؛ لأن معظم المتسوقين والمتجولين هنالك تخلوا عن الزي الوطني السعودي وارتدوا بدلاً عنه الملابس الأفرنجية بما في ذلك القبعات فيظن الواحد منا أنه أخطأ، ودخل أحد أسواق نيويورك أو طوكيو ! ومن الملفت كذلك أن الجميع ينظر إلينا مستغربًا على اعتبار أنه السعودي الوحيد في ذلك السوق.

أحمد سعيد مصلح

المصدر: صحيفة مكة

بواسطة : أحمد سعيد مصلح
 0  0  951
التعليقات ( 0 )

-->