• ×

ملخص محاضرة: قيود تأكيد توزيع الصرة من واقع سجلاتها في الأرشيف العثماني: (999-1100هـ)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

ملخص محاضرة: قيود تأكيد توزيع الصرة من واقع سجلاتها في الأرشيف العثماني: (999-1100هـ)

/أد.سهيل صابان. قسم التاريخ – كلية الآداب/جامعة الملك سعود



تناول المحاضر صفحة القيود الإثباتية في توزيع الصرة المخصصة لمستحقيها من أهالي مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف، التي ضمتها سجلات الصرة في الأرشيف العثماني بإستانبول. وجاءت الدراسة بعد مسح 250 سجلاً من تلك السجلات؛ إذ ركزت على العبارات العربية في تلك الصفحات.

وعلى الرغم من تخصيص المخصصات المالية لأهالي الحرمين الشريفين منذ عهد السلطان محمد الفاتح (1453-1481م)، إلا أن التنظيم الدقيق للسجلات التي تضم تلك المخصصات تم من أواخر القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي؛ لوجود السجلات بصورة متسلسلة ودقيقة. بل يمكن القول: إن العثمانيين تفانوا في الدقة المتناهية لتنظيم تلك السجلات وترتيبها وحفظها، فعلى الرغم من مرور أكثر من خمسة قرون فإن تلك السجلات مازالت في حالة جيدة، ويستفيد منها الباحثون بكل سهولة. والجدير بالذكر أن الأرشيف العثماني يضم 4170 سجلاً من سجلات الصرة، للفترة الواقعة من عام (1009هـ)، وحتى عام (1327هـ).

وذكر المحاضر أن الفوائد المتوخاة من سجلات الصرة فهي كثيرة، منها:

1 – التعرف على أسماء نظار الأوقاف في إستانبول ومفتشيها طيلة العهد العثماني.

2 - التعرف على أسماء القضاة العاملين في الحرمين الشريفين والقدس الشريف.

3 – التعرف على أعلام أعيان الحرمين الشريفين ممن خصصت لهم المخصصات المالية من الصرة.

4 – التعرف على أسماء مفتيي المذاهب الأربعة، وأصناف المجاورين القاطنين في الحرمين الشريفين، وكذلك الآغاوات العاملين في الحرمين الشريفين، والتغييرات الحاصلة في الوظائف، سواء الخاصة في داخل الحرمين الشريفين أو في مكة المكرمة والمدينة المنورة بصورة عامة.

ثم تحدث المحاضر عن ثلاث عبارات عربية فصيحة في صفحة الإثبات والتأكيد على التوزيع، وثلاثة توقيعات، وثلاثة أختام، إضافة إلى التأريخ لتدوين السجل، وهو أيضاً بلغة عربية سليمة. وأورد صيغ النصوص الإثباتية؛ لتوزيع الصرة على مستحقيها بأنها صيغ مختلفة. مثل: "قُسّم ووزّع بمعرفة الفقير إليه تعالى السيد حسين بن أحمد، المولى خلافة وقائم مقام شيخ الحرم المكي، عفي عنه".

ثم انتقل إلى الحديث عن العبارة التي تؤرخ للانتهاء من إعداد السجل وهي أولى العبارات العربية المدوَّنة في هذه الورقة، وهي على الغالب: "تحريراً في أواسط شهر شعبان المعظم من شهور سنة تسع وألف". ثم ذكر المحاضر العبارات العربية الأخرى التي تتكرر في كل سجلات الصرة، إما لفظاً أو مع اختلاف يسير فيه. وهي على الأغلب أربع عبارات، وعلى الأقل ثلاث عبارات. وهي:

1 - العبارة العربية الأولى من ناظر الأوقاف: ومثل لذلك بـ "حُرر بمعرفة الفقير إلى شفاعة سيد الكونين عثمان، آغا دار السعادة، الناظر على أوقاف الحرمين الشريفين، بأمر السلطان المفتخر بخدمة المقامين المنيفين، أبَّد الله سلطنته إلى يوم الدين".

2 - العبارة العربية الثانية من مفتش الأوقاف، ومثل لذلك بـ "حُرر بمعرفة الفقير إلى مَن أُرسل رحمة للعالمين محمد بن محمد، المأمور بتفتيش الأوقاف، مدرساً بمدرسة والدة سلطان السلاطين، المشرف بتعهد لوازم بيت الله الحرام ومراسم روضة الرسول عليه السلام، خلد الله سلطنته إلى قيام الساعة وساعة القيام".

3 - العبارة العربية الثالثة من قاضي المدينة المنورة أو مكة المكرمة أو القدس بحسب المكان الذي خصصت الصرة لأهله: وهذه العبارة على عكس العبارتين السابقتين، يتم تدوينها بعد توزيع الصرة على أصحابها. ويدوَّن فيها اسم القاضي الذي عمل في تلك السنة. ومثل لذلك بـ "وُزّع بمعرفة الفقير بعد كشف ختمه عند الجمِّ الغفير، نَمَّقه أفقر الورى عبد الوهاب بن أحمد، القاضي بالمدينة المنورة، صلى الله تعالى على خير سكانها وعفا بشفاعته عنهما".

وإضافة إلى ذلك فقد أورد المحاضر العبارات العربية من شيوخ الحرم أيضاً، كما ذكر بعض الملاحظات على النصوص في صفحات العبارات العربية من سجلات الصرة. ومما يجدر ذكره هنا أيضاً أنه ولأول مرة منذ عرض سجلات الصرة من عام (1009هـ) وحتى عام (1083هـ) لقي الباحث قيداً واحداً لشهادة أمير مكة المكرمة على أحد سجلات الصرة، وهو السجل رقم 196؛ إذ لم يرد اسمه من قبل، ولم يكن من المعتاد إيراد شهادته على تأكيد توزيع الصرة. ونصها: "الأمر كما شرح باطنه، كتبه الفقير إلى الله بركات بن محمد، عفا الله عنه والمسلمين" ثم ختمه المدور، إلى جانب عبارتي قاضي مكة المكرمة وشيخ بيت الله الحرام في الصفحة ذاتها.

وفي الخاتمة أشار المحاضر إلى أنه تبين من خلال هذه الدراسة المركزة على صفحات قيد تأكيد توزيع الصرة على أهالي الحرمين الشريفين والقدس الشريف: التواضع الجم في عبارات نظار الأوقاف والمفتشين والقضاة وشيوخ الحرم وحكام جدة؛ إذ استخدموا عبارات دالة على ذلك. مثل: أفقر الورى، أحقر البرية، الفقير إليه سبحانه، العبد الفقير..إلخ، كما قدم المحاضر بعض التوصيات لطلاب الدراسات العليا، يمكن تلخيصها في الآتي:

1 – إعداد دراسة عن المصطلحات الخاصة بالصرة، التي تتكرر في سجلاتها بصورة دائمة. منها على سبيل المثال: غروش كامل، عبيد العين، الصندوقي..إلخ

2 – إجراء دراسات إحصائية عن الأربطة الموجودة في مكة المكرمة والمدينة المنورة في فترة العهد العثماني، وذلك بإجراء مقارنة بين مختلف السجلات، والتطورات التي شهدتها تلك الأربطة من واقع المبالغ المالية المخصصة لها من الصرة، وكذلك المعلومات الواردة في السجلات عن الأربطة من حيث عدد الغرف، وسكانها..إلخ

3 – تتبع بعض أعلام مكة المكرمة والمدينة المنورة من العلماء وشيوخ الحرم وأئمة الحرمين الشريفين وخطبائهما من سجلات الصرة.

4 – تتبع وظائف الحرمين الشريفين غير المعروفة. من ذلك على سبيل المثال: مخصصات ترميم المصاحف الشريفة، ومخصصات إزالة جيف الحيوانات الميتة في الطريق الواقع بين مقبرة المعلاة وحتى عرفات..إلخ

وقد تفاعل الحضور مع المحاضرة؛ إذ جاء الكثير من التعليقات والأسئلة التي أجاب عنها المحاضر.


بواسطة : أد. سهيل صابان
 0  0  1278
التعليقات ( 0 )

-->