• ×

غاية المهتم في مسألة الشرف من جهة الأم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

غاية المهتم في مسألة الشرف من جهة الأم

هو كتاب فقهي وتاريخي مرجعي في موضوعه يقع في (590) صفحة، صدر عن دار الوراق في الرياض، من تأليف الباحث المؤرخ سليمان بن خالد صليعي الحراكي الحسيني، يبحث في مسألة ونازلة فقهية تعرّض لها الكثير من العلماء والفقهاء والنسابين. يستعرض الكتاب أكثر الآراء والأدلة عند أهل السنة والجماعة في مسألة النسب إلى آل البيت من جهة الأم نفياً وإثباتاً مع مناقشة شواهدها التاريخية، وماسببته من آثار في تحقيق أنساب العترة النبوية المباركة، ومن أقلها استخدام هذه المسألة من قبل بعض الفرق الباطنية وغيرهم من أجل التلاعب في أنساب الهاشميين، أضاف الكاتب مبحثا يتعلق بآثار المسألة على لواء حماة [1] مع فوائد وثائقية جمة. حقق المؤلف مخطوطاً ألحقه بالدراسة بعنوان (الاتحاف في نسبة آل الأشراف) [2] للعلامة القاضي الفقيه الحنفي الأمير عمر آغا بن يوسف آغا النمر النابلسي الحنفي (ت بعد 1082 هـ)[3]، لتمام بيان المسألة، وقد قدم للكتاب جملة من أهل العلم والفضل والسابقة من شيوخ الأشراف في الحجاز و مجموعة من علماء بلاد الشام.


أقسام الكتاب

سلك الكاتب عند تناوله لمباحث الكتاب منهجية تتمثل في تقسيمها إلى جزئين:

الأول: دراسي، والثاني: تحقيقي.
أولاً : القسم الدراسي[4] :

حرص الكاتب من حيث التنظيم على جعله مقبولاً بتسلسله، وثيقاً بترابطه ليسهل تناوله والإحاطة به، كما رتب الخطة على: مقدمة وتمهيد، وثلاثة أبواب. وتشتمل المقدمة على تقويم هذه الدراسة وتثمينها في تحفيز دراسة التراث الإسلامي، ونوازله الفقهية، ومن حيث اعتبار هذه الدراسة باباً من أبواب حفظ أنساب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبيان فضلهم، وحقوقهم، وواجباتهم.

كما مهد الكاتب للأبواب تمهيداً ضرورياً مختصراً، يبرز أهمية حفظ الأنساب، ويتعرض للنازلة الفقهية من باب كونها من ملح العلم ولطائفه، واختلاف العلماء في النازلة نفياً واثباتاً وما يترتب على ذلك شرعاً في الإمامة والكفاءة وحفظ النسب، والتعارف بين الناس ظهوراً وبطوناً، وتثبيت أحكام آل البيت الفقهية، مع استعراض واسع لفتاوى العلماء سواء في كتب التراث أو في سجلات المحاكم الشرعية العثمانية ودفاتر نقباء الأشراف في الدولة العثمانية.

قسم الكاتب الأبواب إلى ثلاثة:

فصل في خطورة الانتساب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضرروة التحرز من الانتساب إليه إلا بحق [5].

فصل في ظاهرة النسب إلى الأم عند العرب[6] مهدت مطالبة مقدمة تبين ما ألفه أولوا الفضل من العلماء من مؤلفات في هذا الباب، وما ذكرته المرويات في كتب التراث في هذا الباب، والفصل مقسم إلى مطالب ومباحث وفق مايلي:

المطلب الأول: في مشاهير من نسب إلى أمه من الصحابة.

المطلب الثاني: أمثلة عن مشاهير من نسب إلى أمه من قدماء العرب والتابعين والعلماء.

فصل يتعلق بصلب الموضوع، وهو نازلة الشرف من جهة الأم، واختصاص رسول الله بنسبة أبناء بناته إليه صلى الله عليه وسلم ، والفصل يتألف من ستة مطالب وهي :
صفحة الكتاب

المطلب الأول: في صورة المسألة عند الفقهاء وأهل الفتوى[7].

المطلب الثاني: في وقت ظهور النازلة[8].

المطلب الثالث: في اختلاف العلماء في النازلة[9]، وهو مبوب وفق مباحث :

- مبحث في خلاف الفقهاء وأهل العلم في نسبة أولاد البنات.

- مبحث في نازلة الشرف من الأم عند فقهاء المذاهب الإسلامية، وفيه نبذة من آراء علماء وفقهاء المذهب الحنفي والشافعي والحنبلي.

- مبحث في نازلة الشرف من الأم عند فقهاء المالكية: وذلك كونهم أكثر من تكلموا في النازلة، وفيه : أهم الفتاوى الكبرى الواردة في القرن الثامن الهجري، وآراء نفاة النازلة ، وآراء مثبتيها.

المطلب الرابع : في الرسائل المصنفة والمفردة في النازلة [10] . المطلب الخامس : في الشواهد التاريخية والوثائقية في مسألة الشرف من الأم[11]. المطلب السادس : في بعض القضايا الشرعية الواردة في سجلات المحكمة الشرعية العثمانية في لواء حماة –مثالاً- وفيه شرح عن نقابة الأشراف في حماة، مع أمثلة للفتاوى الصادرة عن المحكمة أو الواردة إليها[12].
ثانيا : القسم التحقيقي:[عدل]

وهو يحمل عنوان مخطوطة الإتحاف في نسبة آل الأشراف من تأليف الأمير القاضي عمر آغا بن يوسف آغا النمر الحنفي النابلسي رحمه الله يتمثل عملي فيه ضمن ثلاث مطالب أيضاً، الأول والثاني يمهد للثالث الذي هو صلب التأليف والبحث، وفق ما يلي :

المطلب الأول: ترجمة ببلوغرافية موسعة لمؤلف المخطوط [13].

المطلب الثاني: تبيان وصف المخطوط ونسخه[14].

المطلب الثالث: تحقيق نص المخطوط[15].

الهدف من الدراسة[عدل]

اختلف العلماء والفقهاء والمجتهدون في هذه المسألة نفياً واثباتاً، مما يظهر أهمية النظر بها، والنتائج المترتبة شرعاً وعرفاً على اثباتها أو نفيها، ومنها [16]:

1) أن تحرير المسألة له فوائد في تثبيت العلم بذرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واعتبار النسب في الإمامة، لأن الأئمة من قريش بمصداق حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويجب أن يكون قرشياً من الصميم، قال ابن حزم: "ومن الفرض في علم النسب أن يعلم المرء أن الخلافة لا تجوز إلا في ولد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة". وعليه يترتب تمييز بطون آل البيت، أنسابهم، حتى لا يخفى نسب بنو أب، ومعرفة من ولد منهم ذكراً أو أنثى.

2) أن تحرير القول فيها يساعد على حفظ الأنساب وتمييز وتصحيح أنساب آل البيت، وهذا من مقاصد الشرع، ليكون النسب محفوظاً على صحته، معزواً إلى فرعه وجهته، إذ أن ذلك من جملة العمل بحديث رواه تميم الداري أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم [17]: (الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ) ثَلَاثًا. قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: (لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) . رواه مسلم. ومن جملة نصيحة المسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أن ينافح عن نسبه وعرضه كما ينافح عن دينه وقوله.

3) أن تحرير القول في هذه المسألة ضروري من الناحية العقائدية، والتصدي لمحاولة الرافضة والفرق الباطنية التلاعب بأنساب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستغلال عواطف عوام المسلمين والتدليس عليهم كمحاولاتهم تثبيت انتساب بعض معمميهم إلى الشرف اعتمادا على هذه المسألة، واستغلال احترام المسلمين لآل البيت ومحبتهم لهم.

4) التعارف بين الناس ظهوراً وبطوناً، حتى لا يعتزى أحد إلى غير آبائه، ولا ينسب إلى سوى أجداده وعلى ذلك يترتب معرفة أحكام الوراثة، وأحكام الأولياء في النكاح، وأحكام الوقف والوصايا، وأحكام العاقلة في الدية، وغيرها من أبواب الفقه.

5) أن تحرير الحكم الشرعي فيهم يوضح علاقة المولودين من الأم الشريفة بأحكام آل البيت الفقهية، والتي تعد من جملة الخصائص، كتحريم الزكاة، ومعرفة من تحرم عليه الصدقة من آل محمد صلى الله عليه وسلم، واستحقاق مصرف الخمس من ذوي القربى وغير ذلك.

6) مراعاة النسب في المرأة المنكوحة، بمصداق قول رسول الله [18]: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَحَسَبِهَا، وَدِينِهَا، وَجَمَالِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)، والحسب هو الشرف في الآباء .

7) اعتبار النسب في الكفاءة بين الزوج والزوجة في النكاح، ففي مذهب الشافعي لا يكافئ الهاشمية والمطلبية غيرهما من قريش، ولا يكافئ القرشية غيرها من العرب ممن ليس بقرشي، وفي الكنانية وجهان أصحهما أن لا يكافئها غيرها ممن ليس بكناني ولا قرشي، وفياعتبار النسب في العجم أيضاً وجهان ، أصحهما الاعتبار. وفي مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان أن قريشاً بعضها أكفاء بعض، وبقية العرب أكفاء بعض. وضمن هذا قد يترتب على النسب من الأمهات آلاف الصور والاحتمالات في حال ثبوته!!

وغير ذلك من الأسباب التي تندرج فيها حقوق معنوية وشرعية ومادية قد يكون بعضها أسباباً للانتحال أو الترويج لدعاوى الشرف.

* منقول

image


.

بواسطة : المشرف
 0  0  2943
التعليقات ( 0 )

-->