• ×

شركة فؤاد البعينو أحد أتقن وأشهر شركات تجليد الكتب في العالم الإسلامي.

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
‎شركة فؤاد البعينو أحد أتقن وأشهر شركات تجليد الكتب في العالم الإسلامي

‎زرت هذه الشركة يوم الثلاثاء ١٢ ربيع الأول ١٤٤٠هـ في بيروت؛ لمعرفة سر تميزها في التجليد وإتقانه عن سائر أقرانها، فاستقبلني بعد دخول مبنى الشركة الجميل أبناء صاحبها؛ وهما: إبراهيم وسامر فؤاد البعينو استقبالًا لطيفًا تصاحبه الابتسامة جُل أوقاته، وبعد الترحيب والضيافة الخفيفة؛ دار حديث عن حال الكتاب وتداعيات الأزمات المالية عليه والتوجه الرقمي وتأثيره على الطباعة الورقية، فأخبرنا الأستاذ سامر متحسرًا عن تراجع طباعة الكتاب بنسبة ٥٠٪؜ منذ سنتين لتلك الأسباب وغيرها، ثم سألته عن سر إتقان الشركة لأعمال التجليد، فقال:
‎أولاً: الحرص على التميز.
‎ثانيًا: آلات التجليد الألمانية الحديثة.
‎ثالثًا: متابعة وشراء كل جديد من آلات التجليد وخاماته.
‎رابعًا: اختيار أجود مواد التجليد المستورد بعضها من أوروبا مثل قميص الكتاب الورقي الصلب.
‎خامسًا: مراقبة كل كتاب مراقبة دقيقة بعد مراحل التجليد.
‎بعد ذلك سألتُ الأستاذ سامرًا عن لماذا لم أرَ معرضًا لشركتهم، يحكي تاريخها، وأبرز وأجمل إنجازاتها في التجليد؟ فقال: هذا المعرض مهم وستراه قريبًا.
‎ثم أخذ بيدي الأستاذ سامر؛ لرؤية أعمال التجليد من الألف إلى الياء، ابتداءً بالمرحلة الأولى؛ وهي رؤية قميص الكتاب الورقي الصلب وطريقة تجليده أوتوماتيكيًا، ثم رؤية المكينة المخصصة لتذهيب عنوان الكتاب وغلافه وكيفية وضع ذلك بسرعة هائلة ودقيقة، وأخبرني "أن شركتهم استطاعت تطوير التذهيب ليعيش أكثر من ثلاثين سنة".
‎ثم انتقال الكتاب إلى مكائن خياطة الكتاب وتغريته بغراء ألماني ذي جودة عالية، ثم إلباس الكتاب قميصه الجلدي المذهب، أو الإلكرتوني الملون، وانتهاءً بآخر مرحلة، وهي مرحلة مراقبة كل نُسخة كتاب مرت عبر تلك المراحل الآنفة الذكر، وقد خُصص لها أربعة مراقبين مؤهلين ومدربين؛ للتأكد من سلامة تجليد كل كتاب، فأوقفني ذلك، وسألت الأستاذ سامرًا عن كيفية معرفتهم جودة التجليد، والكتاب يخرج من هذه المكائن بهذه السرعة؟ فقال: هؤلاء لديهم حس عالي في معرفة سلامة تجليد الكتاب من خلال تقليب أوله وآخره بسرعة فائقة، ولأوكد لك ذلك؛ انظر هذه الكتب التي خلفهم، هذه استبعدوها إما لخلل في خياطتها أو في أقمصة الكتب.
‎ومن لطيف ما رأيتُ في زيارة هذا الصرح التجليدي أن مراحل تجليد تحقيق صديقنا الشيخ علوي السقاف لكتاب: (العقيدة الواسطية)، لشيخ الإسلام ابن تيمية(ت٧٢٨هـ)، مرت أمام عيني، وهي طبعة نفيسة؛ لأنها حُققت على نُسخة خطية قُرئت على المؤلف.
‎وبعد عرضهم الشيق ونهاية الزيارة؛ طلبت منهم رؤية نماذج من أجمل إنجازاتهم في التجليد، فقالوا: والله -ياشيخ الجليلة-؛ الكثير منها أُخذ من بعض المسؤولين ولم يرجع؛ لأنها كانت تُحفًا، ولكن لدينا هذا التجليد الجميل لكتاب: (المختصر في التفسير)، وانظر صورته
‎وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه:
‎إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
‎بيروت

image
من اليمين: كاتب الأسطر، إبراهيم ثم سامر البعينو
image
نسخة فاخرة من كتاب: (المختصر في التفسير).

بواسطة : إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
 0  0  16839
التعليقات ( 0 )

-->