• ×

زيارة الأديب المحقق فهد الدبوس الفضلي، أحد أعلام الكويت وصاحب مركز فهد الدبوس للتراث الأدبي والتاريخي.

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
زيارة الأديب المحقق فهد الدبوس الفضلي، أحد أعلام الكويت وصاحب مركز فهد الدبوس للتراث الأدبي والتاريخي.

الكويت بلد حافل بالأعلام في كل فن سامٍ، وقد زرتُ في رحلتي هذه أعلامًا، منهم: الأديب المحقق فهد بن محمد بن نايف الدبوس الفضلي، وذلك برفقة البروفسور الخلوق عبدالله بن سرور الجودي، يوم الجمعة ٢٢ رجب سنة ١٤٤٠هـ.

ولما هممت بالدخول إلى مركزه العامر؛ لفت انتباهي لوحة جميلة فوق المدخل تقول لك يازائر إن: ( فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ )، فدخلنا وكان في استقبالنا الأديب فهد وعمه معالي مستشار ولي العهد الكويتي الدكتور حمود بن محمد النفيعي العتيبي، وتجاذبنا الحديث التاريخي، فكان مما أعجبني من حديث صاحب المعالي قوله: ( إن الأسر العربية العريقة وخاصة الأشراف ليسوا بحاجة إلى التأليف في أنسابهم، والأشراف بالذات أعلام وقرابتهم بجدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - جعلت الكل يعرفهم، ولكن اضطروا للكتابة؛ لئلا يلحق بهم أحد زورًا ).
وزدت عليه: ولئلا ينقطع اتصال عمود النسب الذي حافظوا على اتصاله منذ القرون الأولى.
فعلق الأديب فهد قائلًا: ( بل وماقبل ذلك، فهو متصل إلى عدنان ) جد جمهرة العرب.

وبعد حوار شيق أخذ بأيدينا الأديب فهد الدبوس للتعرف على محتويات مكتبته العامرة التي تتكون من ثلاثة طوابق وقبو، بدأ بجمعها منذ خمسة وعشرين عامًا، فأطلعنا في مكتبه على دولاب زجاجي حافل بالنقود القديمة والنايشين، ومنها عملة في عهد الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز الأموي.
ثم أدخلنا إلى غُرفة خاصة فيها نوادر الطبعات الأولى من الكتب العربية والغربية، وفيها أيضًا وثائق ومراسلات العلماء الكبار، وهي لخمسين عالمًا؛ من أبرزها وثائق العلامة أحمد تيمور باشا، وفي الغُرفة نفسها خزانة معدنية فيها ٥٠٠ كتاب مخطوط في كل الفنون، ومن أقدم الكتب المخطوطة فيها كتاب: (الأفعال) لابن القوطية محمد بن عمر القرطبي (ت٣٦٧هـ)، وهو مؤرخ ولغوي أندلسي، وتاريخ نسخه سنة ٥٥٠هـ. كما أطلعني على كتاب: (اللباب في علم الإعراب) لتاج الدين الإسفريني (ت٦٨٤هـ)، وعليه خط العلامة الحافظ محمد مرتضى الزبيدي (ت١٢٠٥هـ).
ثم أدخلنا إلى غرفتين فيها طبعات الكتب القديمة، ويُقدر عددها بخمسة آلاف كتاب.
ومما لفت انتباهي ونحن نتنقل من غرفة إلى أخرى أن بأحد الممرات ستة وعشرين كرتونًا وقف عندها الأديب فهد حزينًا قائلاً:
هذه كتب شيخي الأديب الشاعر أبو منصور عبدالله الحافظ الكويتي -رحمة الله عليه-، وجدتها معروضة للبيع في معرض الكتاب بالكويت، فحزنت واشتريتها؛ لأخصص لها مكانًا في مكتبتي وفاء بحق شيخي.
وحزنت لحزنه؛ وقلت للأديب فهد:
وأنا أخشى أن يكون هذا مصير مكتبتي، فقال: ذكر لي الشيخ محمد بن ناصر العجمي أنه سأل معالي العلامة الشيخ صالح آل الشيخ عن مآل مكتبته بعد وفاته؟
فقال: أنا عندما أفكر في مآل مكتبتي بعد وفاتي يصيبني هم لا أنام بسببه أيامًا.

ثم أكمل الأديب فهد شرحه محتويات مكتبته؛ فأدخلني غرفة فيها ثلاثون دولابًا للتراجم المفردة، وغرفة أخرى بجوارها فيها خمسة وثلاثون دولابًا لكتب التواريخ، وكذا أطلعني على غرف أخرى لبقية الفنون.

وكذا مكتبته حافلة بالوثائق القديمة والنادرة، وقد صورت بعضها، ومنها وثيقة نسب جميلة لآل المرتضى.

وفي نهاية الجولة التعريفية بمكتبته العامرة أهداني جميع إصدارات مركزه العامر، والبالغ عددها ستة وثلاثون إصدارًا.

ثم دعانا بعد ذلك معالي الدكتور حمود العتيبي إلى تناول طعام العشاء معه يوم السبت، ولبينا الدعوة؛ لأن مثله يُفرح بالجلوس معه والاستمتاع بحديثه التاريخي والسياسي، فحضر العشاء - الذي كان حافلاً بالفوائد التاريخية والنسبية -: الأديب فهد الدبوس، ورجل الأعمال الشيخ خالد العصيمي، وهيثم البركاتي، وفراس الهاشمي، والأستاذ حمدان العتيبي، وكان لقاءً حافلاً بالفوائد التاريخية.

كتبها:
إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
الكويت
الجمعة ٢٢ رجب سنة ١٤٤٠هـ.

image
image
image
image
image
image
image
image
image
image
image
image

بواسطة : إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
 0  0  8709
التعليقات ( 0 )

-->