• ×

محمد بن منصور بن هاشم آل زيد، أبو بندر الحسني الهاشمي، المؤرخ، النسابة، الأديب، المعروف بالنجدي 

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

الزيـدي
محمد بن منصور بن هاشم آل زيد، أبو بندر الحسني الهاشمي، المؤرخ، النسابة، الأديب، المعروف بالنجدي
الشريف محمد بن منصور بن هاشم آل زيد، المعروف بالنجدي، رجل موسوعي وعندما أقول موسوعي فأنا ادرك بأن هذه الصفة قد لا تروق لبعض خصومه، وقد يتناولون تحليل هذه الصفة بما يروق لهم، ولكني أختصر الطريق في تحليل هذه المفردة أو الصفة فإنني أوجزها فيما يلي: هي صفة عادية تطلق على الرجل الذي أبحر في عدة علوم ونال من مناهلها وأصبح مرجعاً يعول عليه في فنونها، وأما العلوم التي برع فيه شيخنا الشريف محمد بن منصور، فهي:
1 ) علم الأنساب 2 ) علم التاريخ
3 ) علم الجغرافيا 4 ) علم الفرائض
5 ) الأدب بأنواعه شعراً ونثراً 6 ) الأعراف القبلية
7 ) الفن الشعبي الطائفي (المجرور) 8 ) المحاماة الشرعية
ودعني عزيزي القارئ أشرح لك واوضح لك النقاط والمحطات التي ظهرت فيها براعة شيخنا في كل فن وُصف به.
1. علم الأنساب.
يكاد يكون هذا الفن هو العمود الفقري في منظومة الفنون التي برز فيها الشريف محمد بن منصور إذ إنه من أسرة حافظت منذ فجر التاريخ على أنساب خيلها وهجنها على هامش احتفالها بأنسابها، زاده في ذلك ما ورثه له الأباء من موروث ثر في مجال الأنساب من مشجرات ومراجع وأوقاف. كما أنه أطال الله عمره أخذ عن أهل بيته مشافهة لفضله وتربويه تحث على الاهتمام بالأنساب لفظاً ومضموناً. وانظر إلى بيته العامر يؤمه الباحثون من كل صقع بحثاً عن معلومة أو تصحيحاً لمنظومة أو توثيقاً لأنساب واضحة مفهومة أو نفياً لإدعاءات مفهومة، وكم رأيت على بابه معتف جفاه الزمان أو ضائع يبحث عن دليل.. حتى الدول العربية المجاورة فتراه يثبت الفقير الناصع النسب وينفي الثري الواهي النسب دون مواربه أو مداهنة والأدلة على ذلك كثيرة جاعلاً الصدق والنزاهة نصب عينيه.. وأورد لك عزيزي القارئ قصة حدثت لي معه في موضوع جانبي كان قصدي فيه سليماً ولكنه لقنني درساً تربوياً ربطه بعلم الأنساب، والقصة كما يلي: ابتعت منه قطعة أرض يملكها وليس لها حجة إستحكام وقد شرع في اجراءات الحصول على حجة لها ولم يكن قد أتمها وكان مبلغ الثمن كذا بشرط أن يفرغ لي الأرض بعد خروج الحجة الشرعية فوافق على ذلك وبعد الحصول على الحجة أصبح ثمن الأرض ضعف ثمنها قبل الحجة فقلت له حال الإفراغ أرجو أن يكتب في البيع بأن ثمن الأرض ضعف ثمنها قبل الحجة وهو حقيقي.. ولكن رفض ذلك بحجة أن تسجيل غير الحقيقة يدينه أمام الله وأمام ضميره. لاسيما أنه رجل نساب واستشهد بقصة الإمام البخاري مع الرجل الذي خدع دابته ولم يقبل الإمام روايته. ومن آثاره ـ حفظه الله في هذا الفن كتابان الأول: "قبائل الطائف وأشراف الحجاز" مطبوع، والثاني: "أنساب أشراف الحجاز" وهو كتاب جامع مازال مخطوطاً، وغيرها من الرسائل في هذا الفن.
2.علم التاريخ.
أما علم التاريخ فقد برز فيه من قديم لا سيما ما يتعلق بالطائف فقد كتب عدة مقالات فيه، من ذلك كتاب: "معالم الطائف" وهو مخطوط، وكتاب: "الطائف في عهد الملك عبدالعزيز" ورسالة يرد فيها على كتاب "ماضي الحجاز وحاضره"، ومقالة بعنوان "الصخيرة ليست قرية الحجاج بن يوسف"، وغير ذلك.
3.علم الجغرافيا.
أما علم الجغرافيا فتتضح معرفته وإلمامه به من خلال كتابه "العيون في الحجاز وبعض أوديته"، والمقالات: "دجنا غير دحنا" انتصر فيها إلى أن دحنا ودجنا موقعان، "جلدان" موقعه في الطائف، و "عكاظ بين المحققين والعابثين" بين فيه موقعه، "طائف ثقيف" في القرن الأول والذي حدده بأنه جبل ابن منديل، وخارطة لمنطقة الطائف وضواحيها وفيها سوق عكاظ ودرب اليمن القديم الذي في ارجوزة الرداعي وفيها تحديد بعض المواضع الاثرية، "سوق مجنة" بين فيه موقعه، وغير ذلك.
4.علم الفرائض والمناسخات.
وأما هذا العلم الشرعي فقد نال منه الشيخ العلم الكثير.. حيث أنني اطلعت بنفسي على مسائل غاية في الدقة والتعقيد كان الشريف محمد بن منصور قد حلها بطريقة علمية شرعية حتى انه أستعين به في المحاكم الشرعية للاستنارة بعلمه الجم في هذا المجال.
1. الأدب بأنواعه.
للشريف محمد بن منصور باع طويل في الأدب لاسيما الشعر فهو شاعر متمكن في الشعر بفرعيه الفصيح والحميني أو الشعبي. فأما الفصيح فقد مزج الشريف موهبته مع علمه الرفيع في النحو والصرف وامتطى هذه الصهوة الرفيعة وخاض معركة الشعر الفصيح باقتدار.. واذكر من شعره هذه الأبيات من قصيدة يذكر فيها مناقب قومه آل زيد، ويقول:

قومي ذوو زيد للأشراف مفخـــــرة = رأس العلا وسنام العز والكـــــرم
همُ همُ من بنى التأريخ مؤتلقــــــاً = وطاولوا النجم بالاخلاق والشيـــم
أبوهم زيد من دانت لصولتـــــــه = جزيرة العرب وأهل الخيل والنعم
كانت طريقته الإسلام يرفعـــــــه = يذود عن حوضه بالسيف والقلـــم
ولكنه رغم هذا الزخم الشعري الجميل إلا أنه مقل.. ومجيد.. فالمجيد ليس بمكثر والمكثر ليس بمجيد.
وبالنسبة للشعر الشعبي فالشريف محمد بن منصور يرتكز على موروث شعبي كبير بحكم نشأته في بيئة طائفية تعشق الألوان الشعبية برمتها لا سيما الشعر وما يتبعه من رقصات واهازيج وايقاعات عُرفت بالمجرور الطائفي وقد اطلعت على عدة نصوص في هذا اللون سمعت فرقة المجرور الطائفي ترددها بقيادة الفنان عبدالله المسلمي الذي هو الآخر له باع طويل في لعبة المجرور.
غير إن هذا اللون الشعري الشعبي يمارسه الشريف كهواية وليس كعلم منهجي مثلما هو الشعر الفصيح فإنه يعتبر من أساطينه البارزين إذ ترجم له العديد من المؤرخين وفي مقدمتهم الدكتورعاتق بن غيث البلادي، كما عده البابطين في موسوعته من الشعراء المعاصرين وأفرد بترجمة خاصة.. إلا أن بعض أدباء التقطيع على السبورة ساءه ذلك وراح ينفث سمومه ضد الشيخ الشريف محمد بن منصور في هذا المجال وترك الرد لله عز وجل فما لبث هذا الصديق اللدود إلا أن ترجل عن فرس كان يمتطيه ليتعثر خلف القافلة ويضيع في غبار الركب إلى غير رجعة.
2.الأعراف القبلة.
أما الاعراف القبلية فإن للشيخ الشريف محمد بن منصور دراية واسعة بها بحكم أن جده الشريف هاشم كان كبير وشيخ الأشراف ذوي زيد بالطائف والمعروفين بذوي سرور أهل الجال.. ولديه أوراق تثبت ذلك من مشايخ ذوي زيد، وهو الآن مرجع للجميع في تطبيق المعمور العرفي للأشراف وللقبائل المجاورة وقد أختير حفظه الله كمنتخب قبلي للكثير من القضايا القبلية، وللجاه القبلي للشفاعة والتوجه في حل كثير من المشاكل وصل بعضها إلى الرقاب.
3.المجرور الطائفي.
وقد ذكرنا جزء من هذا الفن في سياق الشعر إلا أنني أشير هنا إلى مصنفه "المجرور الطائفي" وبطريقة علمية حديثة مدونة لم يسبقه أحد عليها.
4.المحاماة الشرعية.
لقد امتهن الشريف محمد بن منصور هذه المهنة فترة من الزمن وقد كان مكتبه يعج بالمواطنين الذين يستشيرونه في قضايا شرعية أو ليحرر لهم دعوى.. حتى انصرف عن هذه المهنة وتفرغ للبحث العلمي والأنساب.
وفي أستاذي الشريف محمد بن منصور أقول:

ماحوا دلاءهمُ[1] بغير رويــةٍ = فتقطعت تلك الرِشي[2] وأجدبــوا
وسيرجعون لنهركم ونميركـــم[3] = زُمراً ورب أبيك شاءوا أم أبـــوا
حتى وإن ظنوا مطيهمُ نجـــت = قُلي وهل يُقصي الضياغمَ ثعلــب؟
ولمن تَخزعَ عن قوافل علمكــم = هدفٌ لما يرمي إليه ومـــــأربُ
لمَّا رأى كل الجموع على هــدىً = قد أضعنوا عنه ومن يده نبــــوا
أفضى إلى هذي الفقاعة رغـبــةً = وهو الذي في مثل تلك مجــــربُ
أنا لستُ فرداً من غزية لو غوت = "أغوى ولو تكذب غزيــةُ أكذبُ"[4]
أنا من بني الزهراء تلك عشيرتي = سأذب عنها ما حييت ولـــي أبُ
زيد أبي ومشايخي من بعـــده = وإمامهم هذا اللبيب الأقـــربُ


ولم يزل - حفظه الله - شيخنا الشريف محمد بن منصور النجدي يمدنا بالفوائد النافعة، فجعل الله ما يقدمه لأهل بيته وللأمة في موازين حسناته، ومتعنا بأيامه ونسأ في أثره انه سميع مجيب الدعاء، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

كتبه

الشريف عمر بن فيصل بن عيد آل زيد
________________________________________
[1] الدلاء: جمع دلو وهو الإناء الذي يستخرج به الماء.
[2] الرشي: بكسر الراء جمع رشاء وهو الجبل الذي يربط به الدلو.
[3] النمير: الماء الزلال البارد.
[4] المقصود به البيت المشهور لشاعر غزية.. وما لآنا إلا من غزية آن غوت.. غويت وإن ترشد غزية أرشد.

بواسطة : hashim
 65535  0  64499
التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    27-10-32 11:36 مساءً ابوحذيفة :
    السلام عليكم....

    هل هناك من وسيلة للاتصال بالشيخ الشريف محمد بن منصور حيث اني اود الاستفسار منه عن نسب قبيلتي والامر هام وضروري جدا وجزاكم الله خير..

    اخوكم / ابوحذيفة
  • #2
    08-09-34 02:41 صباحًا عبدالعزيز :
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد،،،،


    فانا ارجو التواصل
    مع المؤرخ والنساب والاستاذ، محمد بن منصور بن هاشم ال زيد فانا ارجو من يدلني على منزله او التواصل معي عن طريق هذا الايميل zezo.s.a@windowslive.com. وشكراً لكم. وشكرا لمن اثرانا بهذا الكم من المعلومات
-->