• ×

خاطرة عن النَّسب والعمل، والأدعياء

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

بسم الله الرحمن الرحيم
(( خاطرة عن النَّسب والعمل، والأدعياء ))

الحمد لله والصلاة وأزكى السلام على سيدنا رسول الله نبينا وحبيبنا وقدوتنا سيّدنا محمد بن عبد الله، أكمل وأفضل هاشمي في قريش، وأكمل وأفضل قرشي في كنانة، وأكمل وأفضل العرب في بني إسماعيل و بني ابراهيم عليهما وعليه - صلى الله عليه وسلّم - أفضل الصلاة والسلام، وهوأكملهم وأفضلهم في كلِّ بني آدم عليه السلام، وأفضلهم وأكملهم على جميع الخلائق طُرّا- بأبي هو وأُمي- صلًّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم، قرّبَهُ ربُّهُ إلى سدرة المنتهى حيث لم يَرْقَ إلى ذاك المقام العظيم لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌ مُرْسَلٌ غَيْرُهُ صلى الله عليه وسلّم أبَدا، أدَّبَهُ رَبُّهُ فأَحْسَنَ تَأدِيْبَهُ فيا لَسَعادَةَ مَنْ أَدَّبَهُ رَبُّه ، ومَدَحَهُ سُبْحَانَهُ عَزَّ مِنْ قائلٍ، فقال تعالى " وإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم " آيه 4 من سورة القلم، فَيَا فَضْل وكَمَالَ مَنْ شَهِدَ لَهُ رَبُّ الْعِزَّةِ والْجَلال وَمَدَحَهُ ومَنَحَهُ ذَلِكَ الفَضْل وذَيَّاك الكمال، إنَّهُ مُحَمَّدُ بن عبدِالله، سيِّدالخلق، نَبِيُ آخِرِ الزَّمَان، خاتَمُ الأنبياء والرُّسُل عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكَى السَّلام. فهل بعد هذا الشرف شَرَفا؟ وهل بَعْدَ هذا المقامِ مقاما؟ لا وربُّ الكعبة.. أن يداني هذا الشرف شرفا ولا هذا المقام مقاما.. وقد "رُفِعَتْ الأقلام وجَفَّت الصُّحُفْ" كما أخبر بذلك صلَّى الله عليه وسلّم.
وعليه فإننا نود في هذه العُجالة تذكير فئتين من الناس في هذا الزمان، فئة لها حظٌّ ونصيب بشرف القرابة والنَّسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم التي يجب أن تُؤيَّد مِنْ قِبَلِهم وتُتَوَّج بالتَّمسُّك بكتاب الله الذي نزَّلَهُ على عبده ورسوله المُصطفى ونبيه وحبيبه المُجْتَبَى صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يومِ الدِّين، وبسُنَّته وهديه أكمل سُنَّة وأهدى طريق، وأعني بهذه الفئة الطّيِّبة المباركة إن شاء الله تبارك وتعالى - إن تمسَّكَتْ بما ذَكَرْتُ - ، أعني بها آل بيته الذين شَرُفُوا بالانتساب إليه صلى الله عليه وسلّم بصريح الانتساب الذي لا خلاف عليه ولا أدنى اختلاف. وحتى يَكمُلَ ذلك الفضل الذي أسبغه الله عليهم كان لزاماً وواجباً مضاعفاً عليهم أن يكونوا قدوة للناس في كل أمرٍ معروفٍ، وفي كل خيرٍ يُقرِّبهم إلى الله تعالى حتى يستحقوا ذلك الفضل، كما يجب أن يكونوا مُدركين أن ذلك ما هو إلاّ امتحانٌ واختبار إمّا أن ينجحوا فيه أو يسقطوا، لأنه صلى الله عليه وآله وسلّم بيَّنَ لهم وقال " يا بني هاشم أو قال يا بني عبد المطلب، لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم" أو كما قال صلى الله عليه وسلّم، رواه أحمد والترمذي.
أما الفئة الثانية فهي التي ظهرت بكثرة مُلفتة للنظر هذه الأيام وفي آخر الزمان وادَّعى بعضهم ادِّعاءً باطلاً أنها تنتسب إلى آل بيت النبوة بعد أن جرت بكل وسيلة وراء المناصب حتى تسنَّموها، ووراء الأموال حتى اكتنزوها، وبعد أن أرضى الواحد منهم نفسه الطامحة لكلِّ ذلك بِكُلِّ ذلك، نزغهُ وحسَّسهُ الهوى والشيطان أن شيئاً ينقصه أهم من كل ما حصل عليه من المناصب والأموال وهو السيادة أو الشرف بالانتساب إلى آل بيت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وحتى يصل الى ذلك فلابُدَّ له من أن يَتَنَكَّبَ كَتِفَ الهوى و يُغْمِض بقوة عين الإيمان ويفتح عين الهوى وإرضاء شهوات النفس لإشاعة ذلك الادِّعاء بين الناس أنه من آل البيت ويلصق نفسه بنسبه صلّى الله عليه وآله وسلّم دون حياءٍ ولا خوفٍ من الله تعالى، ودون مراعاةٍ لمقام المصطفى المختار صلى الله عليه وآله وسلّم ولا لحقه عليه الصلاة السلام على كلِّ مسلمٍ عاقلٍ مُتَّزنٍ عَدْلٍ في التّأدُب معه صلّى الله عليه وآله وسلّم، واستحضار مكانته ومقامه العالي القَدر عند الله تبارك وتعالى وعند الملأ الأعلى في السموات العلا حيث يقول المولى عز وجل في مُحكم التّنزيل " إنَّ الله وملائكته يُصلُّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلُّوا عليه وسلّموا تسليما" آية56 من سورة الأحزاب، فاللهم صلّي وسلِّم وبارك على نبينا ورسولنا وحبيبنا وقدوتنا سيدنا محمد، المصطفى المختار ما تعاقب الليل والنّهار وسلِّم تسليما كثيرا كما يُحبُّ ربُّنا ويَرْضَى. وما درى ذلك المُدَّعي أن ادَّعاءه الذي هيأه الشيطان له، أنّه لا يُغْنِي عنه من الله شيئاً كما أَخْبَرَ به الصادق المصدوق أهلَ بيته الكرام كعمِّه العبَّاس وابنته الطاهرة البتول فاطمة الزهراء وعمَّته المجاهدة صفية وآله وذريته الطيبين الصُّرَحَاء والمُتواتر والمشهور والمُستفيض انتسابهم إليه دون أدنى شكٍّ أو تشكيك ودون أي خلافٍ عليهم أو اختلاف، وما درى أيضاً أن أي مؤمن مسلم لا هو سيَّد ولا شريف مُتمسِّكٌ بالكتاب وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلَّم هو عند الله أفضل من سيّدٍ أو شريفٍ زائغٌ عن الحق غير مُتمسِّك بالقرآن ولا بهديه صلَّى الله عليه وسلّم، فما بالك بمن كذب عليه صلى الله عليه وسلّم وادَّعى باطلاً وزوراً بأنه ينتسب إليه عليه الصلاة والسلام، لِيُرضِي أحدُهم غروره ويتبع نفسه هواها، في طلبِ شرفٍ ليس له فيه حظٌّ ولا نصيب، فبأي وجهٍ يقابل ربه، وبأي وجه يقابل نبيه صلى الله عليه وسلَّم يوم القيامة.. يوم الشفاعة؟. فاللهم "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" اللهم آميــن ، اللهم آمـيـن ..اللهم آميـــن.
وكتبه
الشريف عبد العزيز بن الحسين بن علي بن أحمد بن منصور الكريمي البركاتي
25/6/1433هـ


بواسطة : hashim
 3  0  7618
التعليقات ( 3 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    25-06-33 04:15 مساءً الشريف إبراهيم الذروي :
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مقال جميل جميل ولكن ياشريف لقدأسمعت إذ ناديت حياولكن لاحياة لمن تنادي فهذة اسرالرفاعية والجيلانية علي ماهوثابت تاريخياثبوتا قطعيا مازلو يتغنون بأنتسابهم الي هذا النسب الشريف وغيرهم كثير وماخرج من أسر تدعي هذا النسب في الحجاز والمخلاف السليماني ونجد في الفترة الاخيرة أصبح معلوما للعامة قبل الخاصة وقلنا وبينا لمن إدعي وأثبتنا بانها دعوة باطله لاتصح ولا ترتكز علي مقومات إثبات النسب اي كان هذا النسب من باب "أعن أخاك ظالمااومظلوما" فالوضع جلي لايحتاج لإثبات فمنهم من أشتهر أبائة وأجدادة بانهم من الموالي اوممن لا نسب لة ولم يشتهرو بغير ذلك كماانهم لم يخالطو القبائل العربية الأصيلة التي يسكنون هم في ديارها كان يتخذو من بناتهم زوجات ومع هذا كله يصرون ويأتون بالأوراق المزورة ويجدون من يساعدهم من ال البيت علي هذا المنكر. يوجد صديق لي من أسرة كريمة وقبيلة عربية عظيمة ورجل علم لايخشي في الله لومة لائم "نحسبه والله حسيبه" اتو بعض افراد فخذ قبيلنة باوراق قديمة نوع ما تسوق نسبهم الي علي بن ابي طالب رضي الله عنة فما كان منه إلا ان اخذها بقوه ومزعها حتي لاتكاد تعرف ما كانت ولما سألته عن فعله هذا قال حفظه الله انا اعرف نسبي وحسبي ولا ابتغي في هذه الدنيا غير مرضاة الله فلم نسمع احد من قبيلتنا نعتنا ولو بالحطاء باننا من آل البيت فلما اساعد علي هذا الأثم هي ورقة واختفت كان ام تكن. وانهي الموضوع في حينه اثابة الله. وللعلم ياشريف نعمل علي جمع جميع الوثائق والمراجع التي يتخذهاالأدعياء حجة لهم ونمحصها ونراجعه ونضع التعليق عليها وكذلك السوأل عن تلك الأسر الدعيه ونوتق اقوال القبائل والنسابة في الأقاليم المختلفه حتي نترك لتأريخ ووللامانة ماقد يرجع اليه الأجيال لإثبات بطلان دعوة الادعياء من أول دعوة باطلة الي أخر ماسمعنا عنة في أيامنا هذة
    دمتم يخسر وكان الله بالعون
  • #2
    27-06-33 05:25 مساءً ناصر الشريف :
    الشريف عبد العزيز بن الحسين الكريمي البركاتي جميل منك طرح هذه الخاطرة الجيدة ونتمى لكم التوفيق
  • #3
    09-04-34 10:35 صباحًا الشريف محمد من مصر :
    ما اجمل هذا المقال
    والى الامام دائما
-->