• ×

الإمــام الســخاوي وكتابـه التحفـة اللطيـفة في تاريخ المدينة الشريفة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

الإمــام الســخاوي
وكتابـه التحفـة اللطيـفة في تاريخ المدينة الشريفة
التـحـريــر


مقدمـة تاريخية

بعـد سقـوط بغـداد بيد التتـار (656هـ) اتجه كثير من العلماء إلى مصر واستقروا فيها،وكانت مصر آنئذ تحت سلطة المماليك([1]) الذين شجعوا الحـركـة العلمية وأكـرموا العلماء وأنشأوا المـدارس؛ فانتعشت الحـركـة العلميـة، وخـاصة في مراكـزها العريقة كجامع عمرو بن العاص، والجامـع الأزهر، وجـامـع ابن طــولــون، وعــدد مـن الــزوايـا([2])، والخوانق([3])،

والربـط([4])، ومنازل الشيوخ ([5]).

في هذه البيئة ، وفي هذا العصر ، وبالتحديد في عصر الدولة المملوكية الثانية المعروفة باسم الجراكسة([6]) أو البرجية عاش الإمام السخاوي ، وعاصر في عمره المديد أحد عشر سلطاناً من سلاطين هذه الدولة، أولهم الأشرف برسباي(825-841هـ)،وآخرهم الناصر قايتباي (901-904هـ)،الذي كان عهده أفضل عهودالمماليك لأنه تميز بنشر العلم والاهتمام بـه، وكانت للإمام السخاوي علاقة قوية بـه، حيث صنف له عدة مصنفات وقرأ عليه بعضها ([7]).

Text Box: ترجمة الإمام السـخـــاوي

العلامة المسند المؤرخ الحافظ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد، ويلقب شمس الدين، ويكنى بأبي الخير وبأبي عبدالله، وينسب إلى (ســخى) قرية في أسفل مصر،فيقال لـه السخاوي، وهي الآن قرية من قرى مركز كفر الشيخ بمديرية الغربية بمصر، تبعد عن القاهرة (17) كلم ([8]). وقد ينسب إلى بغداد فيقال له (البغدادي) نسبة إلى أصله حيث جاء أحد أجداده من بغداد، ويقال له أحياناً (الغزولي) نسبة إلى مهنة (الغزل) وهي مهنة أبيه وجـده ([9]).

Text Box: أســرتـــه

أصل أسرته من بغداد، وهي أسرة علم وصلاح،نزل أحد أجداده مصر،أما جده لأبيه الشمس أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن محمد السخاوي، الملقب بابن البارد،فقد ولد في (سخى) بمصر، وكان عالماً،حج عدة مرات، وسافر إلى الشام وبيت المقدس. وأما والده عبد الرحمن زين الدين المولود في القاهرة (800 هـ) فقد حفظ القرآن وتدرب على التجويد، وحفظ بعض المتون، وسمع من كثير من العلماء،منهم البلقيني، وابن حجر، وابن جماعة،وجده لأمه شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن بلال العدوي القاهري المالكي؛ تميز في الفقه والعربية، ومن شيوخه ابن الحاجب، والبسطامي، والبرماوي، وحفظ أخوه عبد القادر ــ محي الدين ــ القرآن والشاطبيـة وبعض التنبيـه، وكـذلك حفظ أخوه أبو بكر ــ ولقبه زين الدين ــ القرآن والعمدة والمنهاج وألفيتي الحديث والنحو وغيرها، وتصدى للتدريس في الفقه وأصوله والعربية وأخذ عنه كثير من الطلاب ([10]).

وهكذا يتضح أن الإمام السخاوي سليل أسـرة علمية متميزة، فجده لأبيه وجده لأمه كانا عالمين، وكذلك أبوه، وأخوته، حفظوا القرآن الكريم، وبعض المتون، وعلموا طلاب العلم الفقه وأصوله واللغة العربية وغيرها.

Text Box: مولـده ونـشـأتــه ولد الإمام السخاوي في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة، بحارة بهاء الدين قراقوش في القاهرة، في المنزل الذي ولد فيه والده وعماه.

وللمكانة العلمية لأسرة السخاوي أثر كبير في تنشئته،ختم السخاوي القرآن عند زوج أخته الفقيه الصالح البدر حسين الأزهري، وكان يسكن في بيت والد الإمام السخاوي، ثم جود القرآن عند الحريري، وحفظ العمدة والألفية لابن مالك والنخبة لابن حجر... ([11]).

Text Box: شـيوخــهوصف الإمام السخاوي بكثرة الشيوخ من القاهرة ونواحيها، بالإضافة إلى رحلاته التي استفاد منها كثيراً، حتى زاد من أخذ عنهم على ألف ومائتين ([12]). ومن أهمهم:

1-العز بن الفرات (ت 851هـ). كان عالماً في الفقه الحنفي، وجمع كثيراً من فنون العلم.

2-ابن خضر (ت 852هـ) وهو من تلاميذ ابن حجر.

3-الزين السندبيسي (ت 852هـ) كان متقدماً في العربية، ومدرساً للحديث في جامع الحاكم.

4-الزين رضوان العقبي (ت 852هـ) كان متقدماً في التجويد والقراءات.

5-عبد السلام البغدادي (ت 889هـ): اهتم بالتفسير والقرآن والفقه والنحو والصرف والمنطق.

6-ابن الديري (ت 867هـ): كان شيخاً في المذهب الحنفي.

7-ابن البلقيني (ت 868هـ): كان إماماً فقيهاً عالماً قوي الحافظة فصيحاً مهاباً.

8-الشرف المناوي (ت 871هـ): أجاد الفقـه والعربية والتفسير، وله مصنفات كثيرة.

9-التقي الشمني (ت 872هـ): كان مهتما ًبالفقه والأصول والعقليات والعربية.

10-ابن أسـد (ت 872هـ) له عدة مصنفات كشرح الشاطبية.

11-ابن إمام الكاملية (ت 874هـ): له عدة مصنفات في الفقه والأصول والحديث.

12-القاضي أبو البركات الحنبلي (ت 876هـ): متفقه في المذهب الحنبلي، وله مصنفات كثيرة نثراً ونظماً.

13-ابن قطلوبغا قاسم الحنفي (ت 879هـ): له تصانيف كثيرة منها في علم الحديث وفي الفقـه.

14-الأمين الأقصرائي (ت 880هـ): كان متقدماً بالإفتاء.

15-ابن الشحنة (ت 890هـ): له عدة مصنفات في الفقه، وأصول الفقه، وعلم الحديث.

16-الحافظ ابن حجـر (ت 852هـ): كان بيته بجوار بيت السخاوي فحضر عليه مع والده ، ثم لازمه حتى وفاته وأخذ عنه علماً غزيراً، وقد أثنى ابن حجر على تلميذه، وكان من الخمسة الذين طلبهم يستأنس بهم في مرض موتـه. وقد خدم السخاوي مؤلفات شيخه ابن حجر، فكتب بعضها، وبيض بعضها الآخر، وأكمل مالم يكمل، وكتب حواشي على مصنفات شيخه، وجرد بعض حواشي ابن حجر، كما اهتم بجمع فتاويه.

Text Box: مـرويـات الســخــاوي

كان الإمام السخاوي واسع الرواية، تحمَّل عن شيوخه بكل طرق الرواية، وأخذ عن حوالي ألف ومائتين من شيوخ وأقران، وقد قسم السخاوي مروياته إلى أنواع منها:

1ـ مارتب على الأبواب الفقهية: منها ماتقيد فيه بالصحيح، ومنها مالم يتقيد فيه بالصحة كالسنن.

2ـ مارتب على المسانيد: وهي مارتب على المعجم كالمختارة للضياء، ومالم يرتب على المعجم كمسند أحمد وغيره.

3ـ ماهو على الأوامر والنواهي.

4ـ ماهو على أطراف الأحاديث ، أي الترتيب الهجائي لأول كلمات الأحاديث ..

5ـ ماهو في الأحاديث الطوال.

6ـ مايقتصر فيه على أربعين حديثاً: ومنها ماتقيد بموضوع مثل الأربعين الإلهية، أو لم يتقيد بموضوع كالأربعين للآجري.

7ـ ماهو على الشيوخ: مثل شيوخ المصنف كالمعجم الأوسط، وشيوخ غيره كمسند أبي حنيفة.

8ـ ما هو على الرواة عن إمام كبير كالرواة عن مالك.

9ـ مايقتصر على الأفراد والغرائب كالدارقطني.

10-مالم يتقيد فيه بشيء ....

Text Box: رحـــلات السـخاويالرحلة من الأمور الهامة في طلب العلم،يشرع فيها الطالب بعد أن يأخذ مافي بلده من العلم، والسخاوي لم يرحل إلا بعد أن سمع من شيوخ بلده، بل إنه لم يرحل في حياة شيخه ابن حجر لما يجد عنده من عطاء متدفق مستمر، وكانت أول رحلة لـه سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة وهي:

1ـ رحل إلى دمياط وكانت أولى رحلاته،سمع من بعض المسندين، وكتب عن نفر من المتأدبين.

2ـ رحل بصحبة والدته لأداء فريضة الحج ، وزار المدينة المنورة، في أوائل جمادى الثانية من سنة ست وخمسين وثمانمائة، ولقي علماء كثيرين منهم: المراغي، والزمزمي، وابن فهد، والزين الأميوطي، والقاضي الشافعي أبا السـعادات بن ظهيرة، والحنفي ابن الضياء، والمالكي ابن الزين. وقرأ في المدينة على البدر ابن فرحون المالكي،وأبي الفرج المراغي، ولقي العلامة الكمال بن الهمام.

3ـ الرحلة إلى منـوف وفيـشا: داخل مصر، وسمع من القاضي المنوفي.

4ـ الرحلة السكندرية: أخذ عن جمع من المسندين والشعراء فيها، والقرى التي مـربها كالمنصورة وغيرها.

5ـ الرحلة الحلبية: من أهم رحلات السخاوي، التقى فيها كبار المحدثين في حلب وحماة ودمشق وغيرها، ولقي قرابة مائة نفس سمع منهم، ومر على بيت المقدس، وغزة، والخليل ونابلس وغيرها.

وزادت البلاد التي دخلها على الثمانين في مصر وبلاد الشام والحجاز....

6-رحلته الثانية إلى مكة سنة سبعين وثمانمائة، وكانت معه زوجته ووالده وأخواه وأولادهم، ورحل إلى الطائف، مع صاحبه النجم بن فهد، ثم مر في المدينة المنورة في طريقه إلى القاهرة..

7-رحلته الثالثة إلى مكة سنة خمس وثمانين وثمانمائة، ومعه أمه وعياله، وزار المدينة بعد الحج واستمرت هذه المجاورة إلى سنة سبع وثمانين.

8-رحلته الرابعة إلى مكة سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة ومعه أمه وعياله، وأخوه عبد القادر وعيالهما، ولم يتيسر له زيارة المدينة، بسبب موت أخويه في القاهرة فرجع مسرعاً...

9-رحلته الأخيرة إلى مكة سنة ست وتسعين وثمانمائة، ومعه والدته وأهله، وابن أخيه وأولاده، وماتت والدته في رمضان، وبعد سنة اتجه إلى المدينة وصام فيها رمضان، ثم عاد مكة وهكذا حتى سنة (901هـ). وبقي في المدينة النبوية حتى توفي فيها...

Text Box: وفـــاتـــه

وقع اختلاف بين المؤرخين في مكان وزمان وفاة السخاوي رحمه الله، وأكثر المترجمين على أنه توفي في المدينة المنورة، ودفن بالبقيع بجانب قبر الإمام مالك وعن يساره. وذلك سنة اثنتين وتسعمائة، في يوم الأحد الثامن والعشرين من شهر شعبان. والله أعلم.

Text Box: مؤلفات السـخاوي

بدأ السخاوي التأليف في وقت مبكر، قبل الخمسين وثمانمائة، وكان سنه قريباً من التاسعة عشرة. وقرظ له شيخه ابن حجر أول ماكتبه، وكان تخريجاً. وذكر السخاوي في الضوء الساطع أسماء (198) تصنيفاً، بينما ذكر في إرشاد الغاوي (210) مصنفات، وذكر الأسدي في ذيل طبقات الشافعية: أن مؤلفات السخاوي تبلغ المائتين، أما الذي وقفت عليه فقد بلغت (259) مؤلفاً، فلله الحمد والمنـة ([13]). وقد تنوعت مؤلفاته وشملت كثيراً من العلوم، منها علوم الحديث، وشروحه، والتخاريج، ومنها كتب عن شيوخه ومروياته، ومنها في التاريخ والتراجم، والفتاوى والأجوبة.



Text Box: الـتــحــفـة اللطيفة في تـــــاريـخ المـــديـنـة الـشـريـفــة

ومن كتب التاريخ والتراجم التي صنفها السخاوي: التحفـة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة. وقد طبع عدة طبعات: الأولى بعناية أسعد درابزوني الحسني (1376هـ) على نفقة الشربتلي في مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة، قدم له طـه حسين، وترجم للسخاوي محمد فقـي. والطبعة الثانية أكمل من الأولى. ثم طبع الكتاب في مجلدين سنة (1414هـ) بدون محقق، عن دار الكتب العلمية في بيروت ([14]).



Text Box: موضـوعـه

جعل السخاوي كتابه التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة تراجم لأهل المدينة النبوية ومن قطنها من الغرباء ولو سنة واحدة، من القرن الأول إلى وقت السخاوي. وهو من آخر مصنفات السخاوي، حيث ذكر فيه تواريخ متعلقة بسنة (902هـ)، ورتب هذه التراجم على حروف المعجم...

يقول السخاوي: توجهت لبيان أحوال أهل طيبة المشار إليها، والمخصوصة بالمزيد من الفضائل المنبه عليها، وألحقت فيهم من تخلف عن طريقهم، ولم يتعرف على ما أنعم الله به عليه،ولا تبعهم في توفيقهم، بل لم أقتصر على هؤلاء، حيث ذكرت من قطنها من الغرباء ولو سـنة، بشرط أن يكون درَّس فيها أو حدَّث أو أفتى بالطريقة المرضية والسنة الواضحة الحسنة...

ورجاء أن يكون كتابي بذلك مشتملاً على الخصوص والعموم، وأن يصير كالبدر في التمام والبحر في الطموم، وكذا اتبعت التقي الفاسي الحافظ لما غيره له ناسي، في ذكر جماعة من الأمراء والملوك ممن نص فيهم على إمرة الحرمين، ولو لم يكن له بواحد منها سلوك، لكن بدون استيعاب، لانتشارها في الذكر والخطاب والإطالة بهم للكتاب، بل ذكرت جمعاً ممن وصف بمفتي الحرمين أو قاضيهما أو شيخهما مع مايطرق به من الاحتمال. وأتيت بما اشتمل عليه هذا الكتاب، على حروف المعجم، تسهيلاً للكشف للاستفادة منه والانتخاب، مراعياً في ذلك الترتيب في الآباء والأجداد، وبقية الأنساب، ثم أردف الأسماء بالكنى وبالأنساب ونحوها، ممايقرب المراجعة لمن به اعتنى، وأثبتنا كل هذا، بعد الابتداء بسيرة نبوية مختصرة، نافعة مفيدة معتبرة، ثم أردفها بإشارة مختصرة جداً تشتمل على ما اشتمل عليه المسجد الشريف الفائق في الفخر، إحصاءً وعدداً من الحجرة والروضة الشريفتين، والكسوة والسواري والأبواب والمنابر ونحوها مما تيسرت الإحاطة بـه سماعاً ومشاهدة أو بهما لدفع المشتبه، والتعرض لذرعـه، وما زيـد من أروقتـه ووسعه،إلى غيرها من أحكام حرمته وتعظيم جهاته والتحذيـر من عـدمه، وأمـاكن مما يزار من المســاجد والآبار([15])، وغير ذلك مما وقع عليه الاختيار، سيما من عرف من أهل البقيع، وما بجوانبه من المدارس والربط والمطاهر وأماكن المرضى، ومن باشره من الأئمة والخطباء والقضاة والنظار والمحتسبين والرؤساء بدون اشتباه، والفراشين والخدام([16]).

وقـد اسـتفاد الســـخاوي من أكثــر مــن أربعــة وسبعين مصــدراً،واعتمــد على النقـــل في غـــالب مـــادة الكتــاب، ولكن أغلــب مـــادته ـ خاصـــة في الــــرواة ـ أخـــذها من الميـــزان ولســــانه والتهـــذيب والثقـــات لابـن حبـان، والصحــابــة من الإصا بـة ـ وهو الغـــــالب ـــ، والاستيعاب.

Text Box: فضـــل المـديـنـة المــنــورةوهــو في التــراجم يــذكر اســـم الــرجــل ونســـبه، وولادتـــه، ونبـــذة مـــوجـــزة عــن حيـــاتــه وطلبـــه وشــــيوخـــه وتـــلاميذه وكـــلام العلمــــاء فيه ـ إن كـــان من الــــرواة ـ وقد يتكلـــم فيه من عند نفســـــه، وقد تكلــــم في كتابــــه هذا على أكثــــر من ســـــبعين رجلاً، ثم يذكر الأقـــــوال في وفــــاة الرجل، وإن كان الرجل من الملوك ونحوهم نبه على بعض أعماله ومآثره ([17]).



ويجمع الإمام السخاوي ماقاله العلماء عن فضل المدينة المنورة فيقول:

((..... وأفضليتها على مكة، وقد ذهب لكل من القولين جماعة([18])، مع الإجماع على أفضلية البقعة التي ضمته r، حتى على الكعبة المفضلة على أصل المدينة([19])، بل على العرش، فيما صرّح به ابن عقيل من الحنابلة([20]).

ولا شك أن مواضع الأنبياء وأرواحهم أشرف مما سواها من الأرض والسماء، والقبر الشريف أفضلها، لما تتنزل عليه من الرحمة والرضوان والملائكة، التي لا يعلمها إلا مانحها، ولساكنه عند الله من المحبة والاصطفاء ما تقصر العقول عن إدراكه. ويعم الفيض من ذلك على الأمة، سيما من قصده وأمه، مع العلم بدفن كل أحد في الموضع الذي خلق فيه كما ثبت في مستدرك الحاكم مما له شواهد صحيحة([21]). و (لايقبض الله سبحانه روح نبيه إلا في مكان طيب، أحب إلى الله ورسوله) ([22]).

ولما أمر الإمام مالك المهدي حين قدومه بالسلام على أولاد المهاجرين والأنصار قائلاً له: ما على وجه الأرض قوم خير من أهلها، ولا منها. سأله عن ذلك ؟ فقال: لأنه لا يعرف قبر نبي اليوم على وجه الأرض غير قبر نبينا محمد r . ومن كان قبره عندهم فينبغي أن يعرف فضلهم على غيرهم. فامتثل أمره.([23]) ومن الأدلة: قوله r : "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد"([24]). ودعاؤه r بضعفي ما بمكة من البركة ([25]).

وأما: "اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إليّ، فاسكني في أحب البقاع إليك"([26]). فضعفه ابن عبد البر.([27]) باحتمال كونه صدر ابتداء قبل ما تجدد له من فضائلها التي ماعاد على مكة بفتحها([28]). هذا مع العلم بأن محبة الرسول r تابعة لمحبة الله تعالى، وما ورد من مضاعفة الصلاة بمسجد مكة زيادة عليها بالمدينة([29]). فأسباب الفضل غير منحصرة فيه([30])، سيما وكل عمل في المدينة كما في الإحياء لحجة الإسلام بألف كالصلاة([31])، بل في المطلب لابن الرفعة: ذهب بعض العلماء إلى أن الصيام بالمدينة أفضل من الصلاة، والصلاة بمكة أفضل من الصيام، مراعاة لنزول فرضهما.([32])

وعلى هذا فيما ظهر: فكل عبادة شرعت بالمدينة أفضل منها بمكة، على غير ذلك من الاتفاق على منع دخول الدجال والطاعون لها، وكون الوارد في منعها من مكة أيضاً لايقاومه([33])، وعلى: (من صبر على لأوائـها وشـدتها كنـت لـه شــفيعاً أو شهيداً) ([34])، وإيراد البخاري لحديث: (لا يكيـد أهلهـا أحـد إلا انمـاع كمـا ينمـاع الملـح في المـاء)([35])، وفي لفظ لمسلم: (لايريـد أحد أهلهـا بســوء إلا أذابـه الله في النـار ذوب الرصـاص أو ذوب الملح في الماء)([36]) فصار من المتفق عليه أيضاً.

وماورد في الترغيب في سكناها([37])، والموت بها([38])، مما لم يثبت في الموت بغيرها مثله. والسكنى بها وصلة له إن شاء الله([39]).

وللمجاورة الثابت فيها: قوله r : (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)([40]).

والاســــــتشــــفاء بتــرابها([41])، وثمـــرتها([42])، وما قــــارب مـــائة مـما لا حصر له فيه.

ولا شك في أن الفضائل الخاصة: لا تحدث في الأمور العامة على تقدير وجودها في الجهتين. وبالجملة: فرأيي الوقف لاسترسال الخوض في عدمه، لما لايليق بجلالتهما، كما علمته من مقامة الزرندي في المفاضلة. وهما اتفاقاً أفضل من سائر البلاد ويليهما بيت المقدس([43]).

وما أحسن ماقاله صاحب الشفاء([44]) ـــ بعد أن حكى عن بعضهم أنه حج ماشياً. فقيل له في ذلك فقال: العبد الآبق يأتي إلى بيت مولاه راكباً!!؟ لو قدرت أن أمشي على رأسي مامشيت على قدمي ـــ ما نصه: وجدير لمواطن عمرت بالوحي والتنزيل، وتردد بها جبريل وميكائيل، وعرجت منها الملائكة والروح،وضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح، واشتملت تربتها على جسد سيد البشر، وانتشر عنها من دين الله وسنة رسوله r ما انتشر، مدارس آيات، ومساجد وصلوات، ومشاهد الفضائل والخيرات، ومعاهد البراهين والمعجزات، ومناسك الدين، ومشاعر المسلمين، ومواقف سيد المرسلين، ومتبوأ خاتم النبيين، حيث انفجرت النبوة، وفاض عبابها، ومواطن مهبط الرسالة، وأول أرض مس جلد المصطفى ترابها؛ أن تعظم عرصتها ([45])، وتتـنسم نفحاتها([46])، وتقبل ربوعها([47])، وجدرانها([48]).



يا دارَ خيرِ المرســـــلين ومَن به ...





هُدِيَ الأنـامُ وخُـصَّ بالآيات ..

عندي لأجلِك لوعـــــةٌ وصبابةٌ ..





وتشـــــــــوقٌ متوقدُ الجـمـرات([49]) ..

وعليَّ عهدٌ إن ملأتُ محاجري ..





من تلكمُ الجدراتِ والعرصاتِ([50]) ...

لأُعفْرنَّ مصونَ شيبي بينها ...





من كثرة التقبيلِ والرشـفات([51]) ...

لولا العوادي والأعادي زرتُها ..





أبداً ولو سحباً على الوجنات([52])

لكنْ سأهدي في حفيلِ تحيتي ..





لقَطينِ تلكَ الدارِ والحُـجرات([53]) ...

أزكى من المسك المفتَّق نفحةً ..





تغشاهُ بالآصـالِ والـبكراتِ ([54]) ...

وأنشـــــــد غيره ([55]):

ُرفِــــعَ الحجابُ لنا فلاحَ لناظرٍ





قمرٌ تَقَـطَّعُ دونَـه الأوهـــــــــــامُ

وإذا المطـــــيُّ بنا بلغْنَ محمداً





فظهورهُن على الرِّجال حـرامُ([56])

قربْننا من خيرِ من وطئَ الثَّرى





فلها علينا حُرمـةٌ وذِمـــــــــام ([57])



وهاجر r بأمر ربـه عز وجل إليها ([58])، ونزل بقباء، وأسس المسجد([59])، ثم ركب إلى المدينة، ونزل بدار أبي أيوب([60]) كما قدمت هذا كله في الفصل قبله.

وبالجملة: فكل طرق المدينة وفجاجها ودورها وما حولها: قد شملته البركة النبوية، فإنهم كانوا يتبركون بدخوله r منازلهم ويدعونه إليها، وإلى الصلاة في بيوتهم([61])، وشهود جنائزهم([62])، ولهذا امتنع مالك من ركوب دابة فيها، قائلاً "لا أطأ بحافر دابة في عراص كان r يمشي فيها بقدميه الشريفتين"([63])، ثم أصحابه الخلفاء الراشدون، والصحابة البررة الكرام، رضي الله عنهم أجمعين.

ويحرم كما للأربعة([64])، إلا أبا حنيفة([65]) - صيد حرمها، واصطياده وقطع شجره. اهـ .

وخدمة لتراث المدينة المنورة، وجمعه وتحقيقه ونشره على طلاب العلم؛ يقوم حالياً مركز بحوث ودراسات المدينة بتحقيق ودراسة كتاب (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة) للإمام السخاوي، وذلك بسبب الاضطراب الموجود في النسخ المطبوعة من غير تحقيق، وعدم وجود التوثيق في الطبعات السابقة للكتاب، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها هذاالكتاب....









/

([1]) المماليك هم الرقيق الذين اعتمد عليهم الحكام الأيوبيون في مصر والشام، في تكوين وقيادة جيوشهم، وكانوا يشترونهم صغاراً من أبناء مناطق القفجاق والقوقاز. (انظر قاسم عبده قاسم، عصر سلاطين المماليك، دار الشروق، ط1، 1415هـ، ص 107، والقوقاز والقفجاق أماكن في آسيا، بين البحر الأسود وبحر قزوين).

وقد تولى بعض المماليك أعلى المناصب في الدولة، واستلموا منصب السلطان لفترة ثلاثة قرون تقريباً. وحكموا مصر منذ سقوط الأيوبيين وحتى عهد الفتح العثماني، ويبدأ العهد المملوكي الأول من عام (648 هـ) وينتهي في (784هـ)، ويسمى عهد المماليك البحرية (وهي دولة المماليك الأولى )،وتسمى بحرية نسبة إلى مكان نزولهم وهو قلعة جزيرة الروضة في المنيل وسط النيل، (انظر عبد المنعم ماجد، نظم دولة سلاطين المماليك ورسومهم في مصر، الانجلو مصرية، ط2، ص 10)، بينما يبدأ العهد المملوكي الثاني من (784هـ) وحتى (923هـ). ويسمى عهد المماليك البرجية نسبة إلى أبراج القلعة التي أنزلهم بها قلاوون، ( انظر الخطط المقريزية (2/214) .

([2]) جمع زاوية، وهي مكان يتخذه أحد الناس، ويقيم فيه للعبادة ونحوها، (انظر الخطط للمقريزي (2/430).

([3]) ويقال بالكاف بدلاً من القاف، وهي جمع خانقاه، فارسية معناها البيت، وهي أماكن جعلت للصوفية يختلون فيها للعبادة فقط ، ( انظر الخطط المقريزية (2/427).

([4]) جمع رباط، وهي دور جعلت للصوفية يتجردون فيها للعبادة فقط، وتجرى عليهم الأرزاق من صاحب الرباط، انظر الخطط المقريزية (2/427).

([5]) قاسم عبده قاسم، مرجع سابق، ص 107.

([6]) نسبة إلى طائفة الجركس وهم من مناطق القسم الشمالي الغربي من القوقاز ومن السواحل الشرقية للبحر المتوسط، انظر قيام دولة المماليك الثانية، لحكيم أمين، ص 12.

([7]) الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث وعلومه، بدر بن محمد بن محسن العماش، مكتبة ابن رشد بالرياض،1420هـ)، ص 17.

([8]) المرجع السابق، ص 32.

([9]) المرجع السابق، ص 33.

([10]) المرجع السابق، ص 34-40.

([11]) المرجع السابق، ص 41.

([12]) المرجع السابق، ص 47، نقلاً عن الضوء اللامع (8/10) وإرشاد الغاوي (ل 28 / ب).

([13]) المرجع السابق، ص 160.

([14]) المرجع السابق، ص 260.

([15]) مع أن قصد زيارتها تعبداً غير مشروعة إ لا ماثبت دليله.

([16]) التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1/18-21.

([17]) الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث، مرجع سابق، ص 263.

([18]) ذهب عمر بن الخطاب وبعض الصحابة وأكثر المدنيين على تفضيل المدينة وهو مذهب الإمام مالك ورواية أحمد. وذهب عبد الله بن عياش، وعطاء، وهو مذهب الشافعي، وأحمد في رواية إلى تفضيل مكة انظر شرح الشفا (2/163)، وسبل الهدى والرشاد (3/451).

([19]) نقل الإجماع كل من أبي الوليد الباجي والقاضي عياض وأبي اليمن بن عساكر وأبي محمد البسكري. انظر شرح الشفا(2/164)، وسبل الهدى والرشاد (3/451) ووفاء الوفا (1/28).

([20]) نقله عن ابن عقيل تاج الدين السبكي، وجزم بذلك أبو عبد الله محمد بن رزين البجيري الشافعي. انظر: سبل الهدى والرشاد (3/451)، ووفاء الوفا(1/28) .

([21]) (1/366) وعنه البيهقي في شعب الإيمان (17/414)، والبزار (1/396تكشف الأستار) عن أبي سعيد قال مر رسول الله r عند قبر فقال قبر من هذا ؟فقالوا فلان الحبشي فقال لا إله إلا الله مرتين سيق من أرضه وسمائه إلى تربته التي منها خلق. والحديث صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في الصحيحة (4/473).

([22]) رواه الترمذي (كتاب الجنائز باب-رقم 108) وأبو يعلى في مسنده (1/46) واللفظ له من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي ملكية عن عائشة عن أبيها، وفي سنده عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي ضعيف كما في التقريب (ص571)، والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي (1/298).

([23]) انظر: ترتيب المدارك (1/102)، وسبل الهدى والرشاد (3/448)، ووفاء الوفا (1/52).

([24]) رواه البخاري (كتاب فضائل المدينة باب كراهية النبي r أن تعرى المدينة -3/23/رقم 1889)، ومسلم (كتاب الحج باب الترغيب في سكن المدينة رقم 480) من حديث عائشة رضي الله عنها.

([25]) رواه البخاري (كتاب فضائل المدينة باب المدينة تنفي الخبث -3/23/رقم 1885)، ومسلم (كتاب الحج باب فضل المدينة ودعاء النبي r فيها بالبركة رقم 466) من حديث أنس بن مالك t.

([26]) رواه الحاكم في المستدرك (3/3)، وعنه البيهقي في دلائل النبوة (2/519) من طريق سعد بن سعيد المقبري عن أخيه عن ابي هريرة، والحديث قال الذهبي فيه: موضوع وسعد ليس بثقة، وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص89): "رواه أبو سعد في شرف المصطفى، وعبد الله بن سعيد ضعيف جداً وهذا الحديث من منكراته ". وقال ابن كثير في السيرة النبوية (2/284): غريب جداً. انظر: كشف الخفاء (1/186)، وتذكرة الموضوعات (ص59)، وسلسلة الأحاديث الضعيفة (3/639).

([27]) الاستذكار (2/464)، والمقاصد الحسنة للمؤلف (ص89).

([28]) انظر وفاء الوفا (1/34).

([29]) رواه البخاري (كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة -2/60/رقم 1190)، ومسلم (كتاب الحج باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة رقم 505) من حديث أبي هريرة بلفظ " صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " وفي لفظ عند أحمد (23/415) من حديث جابر " وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ". صححه المنذري، والبوصيري، وابن حجر كما في التلخيص الحبير (4/330).

([30]) انظر وفاء الوفا (1/73-89).

([31]) إحياء علوم الدين (3/444).

([32]) انظر وفاء الوفا (1/77).

([33]) رواه البخاري (كتاب فضائل المدينة باب لايدخل الدجال المدينة -3/22/رقم1880)، ومسلم (كتاب الحج باب صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال إليها -2/1005/رقم485) من حديث أبي هريرة t.

([34]) رواه مسلم (كتاب الحج باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها -2/1004/رقم481) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

([35]) (كتاب فضائل المدينة باب إثم من كاد اهل المدينة -3/21/1877)، من حديث سعد بن أبي وقاص t.

([36]) (كتاب الحج باب فضل المدينة ودعاء النبي r فيها-2/992/رقم460) من حديث سعد بن أبي وقاص t.

([37]) عن سعد بن أبي وقاص أن النبي r قال:" المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لايدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ".رواه مسلم (كتاب الحج باب فضل المدينة -2/992/رقم459). من حديث سعد بن أبي وقاص t.

([38]) عن ابن عمر أن رسول الله r قال: "من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني اشفع لمن يموت فيها ", رواه أحمد (9/319/320)، وغيره . وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وحسنه البغوي في شرح السنة (7/324).

([39]) انظر وفاء الوفا (1/50).

([40]) رواه البخاري (كتاب الأدب باب الوصاة بالجار -8/10/رقم6014)، ومسلم (كتاب البر والصلة والآداب باب الوصية بالجار -4/2025/رقم140). من حديث عائشة رضي الله عنها.

([41]) عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله r إذا اشتكى الإنسان الشيء منه قال بأصبعه هكذا ثم رفعها " بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى به سقيمنا بإذن ربنا". رواه البخاري (كتاب الطب -باب رقية النبي r7/133/رقم5745)، ومسلم (كتاب الطب باب استحباب الرقية من العين-4/1124/رقم 54) واللفظ له وقوله r: "تربة أرضنا " قال جمهور العلماء المراد بها جملة الأرض، وقيل: أرض المدينة خاصة لبركتها. انظر شرح صحيح مسلم للنووي (14/184).

([42]) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r قال: " في عجوة العالية شفاء ". رواه مسلم (كتاب الأشربة باب فضل تمر المدينة -3/1618/رقم156).

([43]) عن أبي سعيد الخدري t قال سمعت رسول الله r يقول: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي هذا ". رواه البخاري (كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة باب مسجد بيت المقدس -2/61/ رقم 1197)، ومسلم (كتاب الحج باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره -2/975/رقم 415).

([44]) انظر شرح الشفا(2/101-104)، وسبل الهدى والرشاد (11/453).

([45]) العرصات جمع عرص وهي كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها فناء. القاموس (2/307) مادة (عرص).

([46]) النفحات جمع نفح وهي الرفعة من الريح وهبوبها. القاموس (1/253) مادة (نفح)

([47]) الربوع جمع الربع وهي الدار بعينها حيث كان. القاموس (3/24) مادة (ربع).

([48]) تقبيل الرباع والجدران والحيطان لا دليل على جوازه في الشرع .

([49]) الصبابة: الشوق أو رقته أو رقة الهواء. القاموس (1/91). مادة (صبب)

([50]) محاجري: الحجر هي مادار في العين. القاموس (2/5). مادة (حَجَر)

([51]) الرشفات : الرشف هو تناول الماء بالشفتين ومصه. القاموس (3/144). مادة (رشف).

([52]) العوادي جمع عادية وهي الشغل، الأعادي جمع عدو وهو ضد الصديق. القاموس (4/10). مادة (عَدَى). الوجنات: جمع وجنة وهي أعلى الخد . القاموس 04/274). مادة 0(وَجن)

([53]) حفيل: يقال جمع حفل وحفيل أي كثير. القاموس (3/357). مادة (حَفَل).

([54]) المفتق: أي المشقق ويقال فتق المسك إذا خلط به مايزكي رائحته. انظر شرح الشفا (2/104) والقاموس (3/273) مادة (فَتَقَ).

([55]) انظر: شرح الشفا (2/101)، وسبل الهدى والرشاد (11/452). وهذه الأبيات لأبي نواس الحكمي يمدح بها أمين الدولة.

([56]) قوله: (الرجال) وفي نسخة (الرحال) بالمهملة وهو جمع رحل وهو مركب للبعير . القاموس (3/383). مادة (الرحل).

([57]) ذمام: بذال معجمة، وهي جمع ذمة بالكسر العهد والأمان والكفالة. القاموس (4/115). مادة (ذمم).

([58]) انظر: سيرة ابن هشام(2/89)، وطبقات ابن سعد (1/227)، والروض الأنف (2/2)، وعيون الأثر (1/181)، والسيرة لابن كثير (2/232).

([59]) انظر: سيرة ابن هشام (2/98)، والروض الأنف(2/11)، وعيون الأثر (1/193)،والسيرة لابن كثير (2/ 205)، (2/271).

([60]) انظر: سيرة ابن هشام (2/102)، وطبقات ابن سعد (1/237)، الروض الأنف (2/14)، عيون الأثر (1/185)، والسيرة لابن كثير (2/273)، وفاء الوفا للسمهودي (1/244).

([61]) وفيه حديث عتبان بن مالك t حيث قال:"...إني أحب أن تأتيني فتصلي في منزلي فأتخذه مصلى...".

رواه البخاري (كتاب الصلاة باب المساجد في البيوت -1/92/رقم425)، ومسلم (كتاب الإيمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً-1/61/رقم54).

([62]) وفيه حديث أبي قتادة t قال:" كان رسول الله r إذا دعي لجنازة سأل عنها...".

(صحيح) رواه أحمد (5/299/رقم22555)، وابن حبان (5/25/رقم 3046)، والحاكم (1/364) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

([63]) ترتيب المدارك وتقريب المسالك (2/53).

([64]) انظر المنتقى شرح الموطا(2/252)، والمجموع(7/471-474)، والمغني(5/190/191).

([65]) انظر شرح معاني الآثار(4/191-196).

بواسطة : hashim
 1  0  10219
التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    10-07-33 11:42 مساءً عبد الله الحسني :
    قول السخاوي: توجهت لبيان أحوال أهل طيبة المشار إليها، والمخصوصة بالمزيد من الفضائل المنبه عليها، وألحقت فيهم من تخلف عن طريقهم، ولم يتعرف على ما أنعم الله به عليه،ولا تبعهم في توفيقهم، بل لم أقتصر على هؤلاء، حيث ذكرت من قطنها من الغرباء ولو سـنة، بشرط أن يكون درَّس فيها أو حدَّث أو أفتى بالطريقة المرضية والسنة الواضحة الحسنة...


    رحم الله الامام السخاوي فقد كان ذا علم ودين وأعطى للمدينة المنورة اهتماماً تستحقه في كتابـه التحفـة اللطيـفة في تاريخ المدينة الشريفةوشكرا لكم
-->